مقالات خاصة

هل يُقاطع “السُنّة” إنتخابات 2022 ؟

الإفتتاحية بقلم ج.م

لن يكون مسار الانتخابات النيابية المقررة في 15 أيار المقبل كما كان قبل أن يُعلن زعيم تيار “المستقبل” رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عزوفه عن خوضها، وإنسحابه من الحياة السياسية، مما أحدث صدمة ستؤدي حتماً إلى إعادة خلط الأوراق تحالفاً واقتراعاً فيما بين مختلف الأطياف السياسية التي بدأت تتسابق للفوز بالشارع السني الذي وجد نفسه فجأة دون زعامة..

الحريري وفي خطابة المؤثر يوم الإثنين كان كمن يوجّه رسالةً ودعوةً لجمهور الشهيد والتيار بمقاطعة الانتخابات والإعتراف بأنه الزعيم السني الوحيد، رسالة جيّش فيها عواطفهم عائداً بهم الى لحظة إغتيال الرفيق، تلك اللحظة التي وُجهت فيها الضربة الأقوى للطائفة السنية، والتي وصلت الى ماوصلت اليه بعد إستشهاد الحريري الأب، وأخطاء الحريري الإبن، ليعود سعد ويوجه لها الضربة القاضية بالإنسحاب في ظلّ تخبّط البلاد بمشاكلٍ تكاد لا تُعدّ ولا تّحصى…

وفي بحث حول الأسماء السنية المطروحة، نجد بأنها غير قادرة على ملء فراغ الحريرية السياسية، فالرئيس ميقاتي يتبّع أسلوب الحريري نفسه بمهادنة حزب الله مما يُقلل من حظوظه، بينما يُرجّح البعض إرتفاع أسهم رافعو شعار “مواجهة” حزب الله، كالنائب فؤاد مخزومي في بيروت، والوزير السابق أشرف ريفي في طرابلس، والإبن الضال لآل الحريري بهاء الحريري الذي عبّر عدة مراتٍ عن مواقف صريحة ضد الحزب، دون أن ننسى محاولات زعيم القوات سمير جعجع باللعب على الوتر ومحاولة سحب الشارع السني تجاهه، موضحاً بأن الأكثرية السنية هم حلفاء له بطبيعة الحال على المستوى الشعبي…

وفي جولةٍ صغيرة على الشارع والإستماع لمناصري الأزرق نستطيع بسهولةٍ ان نلاحظ بأن معظمهم قد إتخذ قراراً بمقاطعة الانتخابات كما فعل زعيمه ولسان حالهم يقول” الله والحريري” و البعض غير معترفٍ بالإنتخابات أصلاً من دون الزعيم الأزرق، ومقتنعٌ بأن الرئيس الحريري باقٍ الى الأبد، وعند سؤالهم من ستنتخبون؟ يُجيبون دون أيّ تفكير “الحريري”…. خاصةً أبناء عكار والمنية والضنية الذين طالما إنجروا وراء مشاعرهم وطائفتهم ولبّوا جميع نداءات الرئيس المعتكف في مختلف المناسبات.

فهل يقود كل ذلك إلى مقاطعة شعبية سنية للإنتخابات؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى