محلي

بيان صادر عن المنتدى بعد عزوف الحريري

«كَثُر الحديث في الفترة التي سبقت إعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي وبعد إعلانه، عن إحباط مرتقب في الشارع السنّي وفقدان لبنان لنهج الاعتدال الذي يمثّله زعيم تيّار المستقبل وحزبه.
الملفت في تلك التصريحات أنّها جميعها تصدر عن رموز منظومة الخراب في لبنان المتمثّلة في تحالف الميليشيات وبارونات الحرب الأهليّة ولصوص المال العام، وجُلّ هؤلاء ممن استفادوا من “طيبة” سعد الحريري وليس من اعتداله. ذلك أنّ الساحة السنّيّة الوطنيّة لم تكن على مدار التاريخ إلاّ ساحة اعتدال ووسطيّة، رغم الاضطهاد الممنهج الذي لحق بها في لبنان والمنطقة ولا يزال.
من هذا المنطلق يثمّن المنتدى خطوة الرئيس سعد الحريري الشجاعة والمسؤولة في الاعتراف بتراكم الأخطاء التي أوصلت بيئته إلى ما وصلت إليه من مآسٍ وما وصل إليه لبنان بفعل تحالفات تيّار المستقبل مع باقي شلل المنظومة وعلى رأسها حزب إيران.
كما أنّنا نتوافق مع مضمون ما قاله عن الهيمنة الإيرانيّة على لبنان والمنطقة والتخبّط الدولي وغيرها من الأمور التي تعيق الممارسة الديمقراطيّة السليمة في لبنان طالما بقي هذا الاحتلال. إلّا أنّ هذا الكلام أتى متأخّرًا أقلّه منذ تشكيل حكومته الأخيرة بعد انتخابات ٢٠١٨، فما الذي تغيّر لديه ؟!
إنّ ما قام به سعد الحريري اليوم هو ما قام به عقب ثورة ١٧ تشرين، وهو ما قام به الرئيس عمر كرامي رحمه الله عقب ثورة الأرز ، وما قام به سابقًا عقب “ثورة الدواليب”، وهذه المزايا لم يجدها اللبنانيّون إلاّ في رؤساء الحكومات، رجالات الدولة، الذين أنتجتهم بيئة وطنيّة تقدّم المصلحة العامّة على المصالح الخاصّة، وهذا ما لم نجده في رؤساء الجمهوريّة الذين تمسّكوا بالسلطة في الأزمات وكانت تقف خلفهم خطوط حمراء طائفيّة، وكذلك لم يجدها اللبنانيّون في رئيس مجلس النواب الذي استهدف حرسه عيون المتظاهرين السلميّين كسلاح ردعٍ ضدّ كلّ من يطالبه بالرحيل والمحاسبة.
من هذا المنطلق يدعو المنتدى ما تبقّى من أركان منظومة الفساد في لبنان إلى الرحيل وترْك السلطة والعمل السياسي وعدم إعاقتهم التحوّل السلمي نحو دولة المؤسّسات وحكم القانون التي طالب بها غالبيّة اللبنانيّين في ثورة ١٧ تشرين.
كما يشدّد المنتدى رفضه لسياسة التهويل والخوف التي تستهدف الساحة السنّيّة الوطنيّة، تارّةً بفزّاعة الإرهاب وجماعات التطرّف وتارّةً بفرضيّة مقاطعة السنّة للانتخابات . مؤكّدًا في الوقت عينه على مشاركته وآخرين في الاستحقاق الدستوري المرتقب، ورفضه لدعوات المقاطعة والمظلوميّة الفارغة.
فالمظلوميّة الوحيدة التي تعيشها ساحتنا تكمن في الحرب الاجتماعيّة التي نالت من حرّيّة شبابنا ولقمة عيشنا وسرقة ودائعنا وحرماننا من أبسط حقوقنا تجاه الدولة. ويحمّل المنتدى أجهزة الدولة كامل المسؤليّة في محاولتها المساس بالأمن وزعزعة الاستقرار، وقد سبق للمنتدى وفي محطات عديدة أن طالب المؤسّسة العسكريّة والأجهزة الامنية بتفكيك الميليشيات التي بدأت بالنموّ في شمال لبنان والمدعومة مباشرةً من حزب إيران، الذي يتربّص شرًّا بأهلنا في الشمال وبأمن المخيّمات الفلسطينيّة.
إنّ المنتدى يشدّد على ضرورة ترميم الدولة وحصر السلاح بمؤسّساتها الشرعيّة وعدم تحويل لبنان إلى منصّة عدوان تستهدف أمن الأشقّاء في دول الخليج العربي. من هذا المنطلق نطالب الحكومة بتطبيق جميع بنود الورقة الخليجيّة لتحسين العلاقة مع لبنان والتي حملها موفد دولة الكويت الشقيقة، بدون أيّ تأخير، وبدون أيّ استثناء».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى