مقالات

هل يُنقذ ” التحرّك الكويتي” لبنان من نفسه؟

يبدي بعض اللبنانيين تفاؤلاً بأن عجلة إدارة ملفات الأزمات الشائكة بدأت بالدوران، تحت مظلة معاودة جلسات حكومة نجيب ميقاتي، وبدء العقد الاستثنائي لمجلس النواب. هذا البعض استند في تفاؤله إلى وجود تفاهمات داخلية مدعومة دولياً لإنقاذ البلد من انهيارات مالية ومعيشية أوصلته إلى قاع هوة سحيقة.

لكن لبنانيين آخرين يتساءلون ما إذا كان حل أزمة لبنان يمكن أن ينجح من دون قوة دفع عربية، وأن هذه بدورها ممكنة من دون رضى عن لبنان الذي تنطلق من أرضه إساءات لدول عربية مهمة ونافذة لم تقصر تاريخياً في دعم لبنان وأهله؟

على وقع الأزمة وتساؤلاتها، وصل وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، السبت، إلى لبنان وبحث طوال أمس واليوم الأزمة من جميع جوانبها مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، وفي مقدمهم الرئيس ميشيل عون. تصريحات الصباح في بيروت تعكس الرؤية الكويتية لماهية الخروج من الأزمة وسبل إنقاذ لبنان من نفسه، وما هو مطلوب من اللبنانيين على اختلاف قواه السياسية. وبعد اجتماعه مع عون، قال الشيخ أحمد إن لبنان يجب ألا يكون منصة لتصرفات أو أقوال عدائية، وهو يعني تحديداً ميليشيا حزب الله.

بناء الثقةأضاف الشيخ أحمد أنه سلم رئيس الوزراء نجيب ميقاتي مقترحات لبناء الثقة، وأن زيارته جاءت بالتنسيق مع دول خليج عربية أخرى.وقال الشيخ أحمد بعد لقاء عون: «الذي طالبنا به هو ألا يكون لبنان منصة لأي عدوان لفظي أو فعلي.. وأنا أجدد أن ليس هناك أبداً أي توجه للتدخل في الشؤون الداخلية للبنان.

هذه أفكار ومقترحات كإجراءات لبناء الثقة، نتمنى أن يتم التعامل معها بالشكل المفيد للجميع».ولفت الشيخ أحمد إلى أن وزير الخارجية اللبنانية عبدالله بوحبيب سيزور الكويت نهاية الشهر الجاري، مشيراً إلى أن ميقاتي دُعي أيضاً لزيارة الكويت.

وكالة رويترز نقلت اليوم عن مصادر دبلوماسية قولها إن المقترحات التي قدمها وزير الخارجية الكويتي للبنان تشمل الالتزام باتفاق الطائف وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وإجراء الانتخابات في موعدها، وتشديد الرقابة على الصادرات إلى الخليج لمنع تهريب المخدرات والتعاون بين الأجهزة الأمنية.

ونقلت صحيفة «الرئاسة اللبنانية» عن الشيخ أحمد قوله، خلال مؤتمر صحافي عقده في قصر بعبدا بعد لقائه الرئيس عون: «أحمل رسالة كويتية خليجية عربية ودولية كإجراءات وأفكار مقترحة لبناء الثقة مجدداً مع لبنان، وهم الآن بصدد دراستها، وإن شاء الله يأتينا الرد قريباً، ولبنان ساحة أمل للجميع وليس منصة عدوان».

موضع تشاورالأفكار الكويتية وصفها الرئيس اللبناني، في تغريدة قائلاً إنها «أفكار مبادرة لإعادة بناء الثقة»، مشيراً إلى أنها «ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف المناسب منها»، مؤكداً أن «هناك حرصاً لبنانياً ثابتاً على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية».وأضاف عون أن «لبنان يرحب بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي، وهو ملتزم بتطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية ذات الصلة».

ووفقاً لوسائل إعلام لبنانية، سئل الشيخ أحمد حول صحة ما تناقلته وكالات الإعلام عن تقدمه إلى ميقاتي بورقة من عشر نقاط، وما تتضمنه هذه النقاط، فقال: «هي أفكار ومقترحات قدمت أمس، وذكرتها اليوم إلى فخامة الرئيس، ولا أجد أنه من المفيد مناقشة هذه النقاط في الإعلام، هذه النقاط متروكة إلى المسؤولين اللبنانيين، وهم يرون إذا ما كانوا يريدون مناقشتها في الإعلام أو لا، لكننا ننتظر منهم رداً عليها».

المصدر
البيان الإمارتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى