سياسيّون منزعجون : لا لتراجع سعر الدولار
كتب داني حداد في موقع mtv:
تراجع سعر الدولار أمس. سيتراجع بعد، رويداً رويداً، إلا إذا حصلت تطورات سياسيّة سلبيّة. ولكن يبدو، على عكس ما نظنّ، أنّ فئةً غير قليلة من اللبنانيّين لا تحبّذ هذا التراجع لأكثر من سبب.
إذا استثنينا الصرّافين الذين حقّقوا أرباحاً كبيرة في العامين الماضيين، وإذا استثنينا بعض التجّار، وخصوصاً أصحاب السوبرماركت التي لم تخفض غالبيّتها أسعارها بعد على الرغم من تراجع الدولار حوالى عشرة آلاف ليرة في أقلّ من أسبوع، وهؤلاء عادةً الأسرع في تغيير الأسعار حين يرتفع سعر الدولار، يبدو أنّ بعض السياسيّين هم الأكثر انزعاجاً من هذا الهبوط.
لن نتوقّف عند النائب المتوتّر دوماً جميل السيّد. لا يستأهل. بعض الزعماء يرون في تراجع الدولار تأثيراً سلبيّاً عليهم. إذا بلغنا الانتخابات بدولار يتجاوز الأربعين ألف ليرة مثلاً، ستكون النقمة كبيرة على من في السلطة، ما سينعكس إيجاباً على مرشّحي الأحزاب المعارضة التي تظهر قياداتها عدم رضاها عمّا يقوم به حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من إجراءات لتخفيض سعر الدولار.
بعض من في السلطة ينزعجون أيضاً من هذا التراجع. يعتبر هؤلاء أنّ إجراء سلامة يستهدفهم، فهم على خصومة معه، ويعني ذلك أنّ أداءهم أدّى الى ارتفاع سعر الدولار، بينما أدّى أداء سلامة الى تراجعه. هذه الصورة قد تُستغلّ في الإعلام ضدّ مرشّحي أحزاب في السلطة.
ويجد بعض السياسيّين من خصوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنّ تراجع سعر الدولار سيصبّ في مصلحة الأخير، إذ سيُعتبر إنجازاً يسجّل له، وجسر عبور الى ترشّح ميقاتي في الانتخابات النيابيّة إن أراد خوضها. خصوم ميقاتي، حتى خارج دائرته، يفضّلون دولاراً مرتفع السعر للتصويب عليه وتحميل حكومته المسؤوليّة.
يُتّضح من هذه القراءة السريعة أنّ معظم السياسيّين غير راغبين بتراجع سعر الدولار، كلٌّ لسبب. لا يعني هؤلاء أنّ ارتفاع سعر الدولار قد يحرم طفلاً من حليب، أو مريضاً من دواء، أو عائلة من غذاء.
لا تهمّ هؤلاء إلا الانتخابات. الصوت، ولو كان صاحبه جائعاً، يبقى صوتاً يُحتسب للمرشّح في صندوق الاقتراع…