مقالات

جنبلاط وأرسلان يتنافسان على أرض بيروت الثانية

كتب كبريال مراد في موقع mtv: 

من يسأل عن أحوال المقعد الدرزي في دائرة بيروت الثانية هذه الأيام، يخرج بانطباع واضح مفاده أن طبول المعركة قد قرعت باكراً، وأن الدائرة ستكون مدار تنافس بين الجنبلاطيين والارسلانيين.

قصّة هذا المقعد تعود الى بداية التسعينات، حيث عيّن نائب عاليه حالياً أكرم شهيب عن المقعد الدرزي في بيروت في العام 1991. وفي أول انتخابات بعد الطائف، فاز عصام نعمان بالمقعد على لائحة الرئيس سليم الحص، قبل أن يؤول المقعد في العام 1996 الى خالد صعب، ليفوز به غازي العريضي في دورات 2000 و2005 و2009. 
أما في العام 2018، ومع أول قانون انتخاب وفق النظام النسبي، ففاز فيصل الصايغ بالنيابة. وقد حاز أخيراً على تسميته مجدداً كمرشّح للحزب التقدمي الاشتراكي عن هذا المقعد لاستحقاق العام 2022.
ووفق المعلومات، فإنّ قرار الاشتراكي هو التحالف مع القوات اللبنانية في الدوائر التي يلتقيان فيها، وهي مسألة أقل تعبيراً في بيروت الثانية. بينما الانتظار هو بشكل رئيسي لقرار تيار المستقبل، وهل سيترشّح سعد الحريري شخصياً، الأمر المستبعد، أم سيتبنى لوائح؟.
بناء عليه، فالأكيد أن الاشتراكي سيكون جنباً الى جنب مع تيار المستقبل في بيروت الثانية والبقاع الغربي وراشيا والشوف. في الوقت الذي تعتبر أوساط الاشتراكي أنّه “من المبكر الحديث عن توقعات، خصوصاً أن الناخب الأساسي هو تيار المستقبل وجوّه، والأمور رهن القرار الرسمي الذي سيصدر عنه في شأن كيفية خوض الانتخابات”.
أما عندما تسأل الحزب الديموقراطي اللبناني عن بيروت الثانية فتحصل على الإجابة الآتية: “الحزب بما يمثل ومن يمثل سيكون له مرشحون في الدوائر الانتخابية التي فيها مقاعد درزية، وذلك انطلاقاً من قناعته وحرصه على من يمثّل في كل المناطق ذات التواجد الدرزي”.
فالحزب يعتبر أنه مسؤول عن شريحة كبرى من المجتمع اللبناني والدرزي، ولذلك عليه أن يرشّح في راشيا وحاصبيا وبعبدا والشوف وبيروت. 
لا أسماء حتى اللحظة لدى الديموقراطي، لاسيما أن الأمور لم تنضج في شكل نهائي وتحتاج الى بضعة أسابيع. لكن الأكيد، أن مرشح الديموقراطي سيكون على لائحة التحالف الشيعي والحلفاء. 

المعركة الانتخابية تنتظر بلورة المعطيات كافة، خصوصاً القرار الذي سيتخذه الثنائي الشيعي وحلفاؤه، واللائحة التي سيشكّلها النائب فؤاد مخزومي. وإن كانت المشاورات مستمرة بين الثناني وحلفائه، فأوساط الاشتراكي تستبعد أن يعمد المخزومي الى ترشيح درزي، “فهو قريب من الأجواء السعودية، ويعلم أننا سنلتقي معاً في الأمور الاستراتيجية ما بعد الانتخابات”.
ومع تأكيد الديموقراطي اللبناني اتجاهه لتسمية مرشح، ففي مقلب الاشتراكي، حديث عن توازن قوّة وفق المعادلة التالية: مقعد بيروت في مقابل مقعد عاليه. أي أن ترشيح الديموقراطي لدرزي في بيروت الثاني سيقابله ترشيح الاشتراكي لدرزي في مقابل المير طلال ارسلان. الأمر الذي تردّ عليه أوساط الديموقراطي بالقول “نرفض رفضاً قاطعاً أي مقايضة، كما أننا لا نُهدد. وكل فريق سياسي يقوم بما يراه مناسباً له ولمصلحة ناسه”.
إضافة الى ذلك، وبما أن لا حاصل افرادياً لأي من الاشتراكي والديموقراطي، فالإثنان يعولان على الحلفاء، في الوقت الذي تشير أوساط الاشتراكي الى أنها تتقدم على منافسيها الدروز في الأصوات التفضيلية في الدائرة.

وفي المشاورات والتحالفات والتسميات، عامل آخر، هو المقعد الانجيلي في بيروت الثانية. فخوض الثنائي الشيعي وحلفائه، بما فيهم التيار الوطني الحر، معركة المقعد الدرزي، ستعني، في حال القياس على تحالفات العام 2018، خسارة الوطني الحر لمقعده الانجيلي الذي يشغله اليوم النائب إدكار طرابلسي.
هي مؤشرات وقراءات مع ازدياد الحماوة الانتخابية. والحسم في هذا الاتجاه أو ذاك متروك للاسابيع المقبلة، بعد اتضاح صورة المشهد الانتخابي في أكثر من دائرة.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى