مقالات خاصة

يا حضرة الممثلين المسرح يكاد ينهار فهل من عاقل؟

الإفتتاحية بقلم مصطفى عبيد

في صغرنا كنا نشاهد العديد من المقاطع المتلفزة التي تبث إعلانات تشويقية لسيرك قادم من إسبانيا أو عروض بهلوانية وقتالية ورياضية من اليابان وأوبرا إيطالية إلى ما لا يمكن حصره من هذه المواهب الفنية والرياضية البهلوانية وكل هذه العروض كانت لتسلية المواطن اللبناني، ولكن بعد ثورة ١٧ تشرين ثبت وبالعين المجردة أن لبنان أكبر عرض بهلواني موسيقي أوبرالي مسرحي ساخر وموجع في آنٍ واحد، الكل فيه يبدع التمثيل ويتسلى بمواهب صوتية على المنابر وإن تمت دعوته لثورة أصبح مناضلاً من أحفاد تشي غيفارا،
عذراً أيها الممثلون والممثلات فأنتم لا ترتقون لدور كومبارس في مسلسلات ومسرحيات هؤلاء الذين أبدعوا التمثيل واعتنقوا الدور وصدقوا كذباتهم على أنها حقيقة وطواحين أوهامهم على أنهم أعداء وجمهورهم صدقوا وآمنوا واعتنقوا كذب أبطالهم، هم ال “fans” الذين لا يفهمون شيئاً، أبطالهم ظُلِموا في حفلات الأوسكار لعدم إعطاءهم جوائز تخلد كذبهم ونفاقهم وتمثيلهم بينما أنتم أيها الجمهور لا بارك الله فيكم ولا بقلة إستيعابكم ورؤيتكم النقدية الفاضحة الطائفية وتأليهكم الغبي لأبطالكم!

ماذا يحصل في دولار لبنان؟
يكاد لا يمر يوم دون أن نشاهد إرتفاعاً أو إنخفاضاً في سعر صرف الدولار في لبنان والتحليلات والتأويلات التي تتبع كل ارتفاع أو انخفاض، فتارةً عند الإرتفاع من في السياسة يتحجج بأن المنصات والتطبيقات في تركيا ولا سلطة للدولة اللبنانية عليها ولا يمكن التحكم فيها وهي تحاول أن تتواصل مع الدولة التركية لإيقاف هذه التأثيرات، بينما يهاجم الإقتصاديون الدولة اللبنانية ويعلنون أن هذا الإرتفاع ناتج عن مواقف سياسية غبية، أو إطلالات للممثلين علينا أبدعوا فيها بطبقاتهم الصوتية، أو مجرد “زكزكة سياسية” في بعض الأحيان لتصفية حسابات،
ومع كل إنخفاض نرى أن أبطالنا الفدائيين وحاكم مصرفنا العظيم هم من يملكون القرار وأنهم أصحاب الرؤية الفذة والحلول العجيبة التي لم تأتي من ورائها إلا الخيبات الإقتصادية المهلكة، فهل حقاً المنصة في تركيا؟

ماذا بعد قرار عودة الثنائي للحكومة؟
بعد أن أعلن الثنائي الشيعي تراجعه عن قرار المقاطعة لجلسات الحكومة وكان عنوان الحلقة حينها “وقوفاً إلى جانب شعبنا المنهار إقتصادياً” توالت التعليقات بين مرحب ومهاجم لهذا القرار، ولم يسلم الثنائي من هجمات الحليف قبل العدو، فهنالك من اعتبر القرار إهانة للدولة اللبنانية وإعلان واضح وصريح من الثنائي بأنه اختطف الدولة وقرارها،وهنالك من دعا رئيس الحكومة للإستقالة، وآخرون اعتبروها” تربيحة جميلة” لا قيمة لها، أو حتى لعبة إنتخابية بحتة للحفاظ على صفوفهم ورصها مع إقتراب الإستحقاق الكبير ولعبة توزيع الكراسي، ليأتي الهجوم لا الترحيب من بعض الأبواق التي تنتمي لحلفائهم بأن قرار العودة لا يكفي، فماذا قصد هذا الحليف؟ لا تكفي لإنقاذ البلد أم لا تكفي لمصالحة جبران؟

أين الرئيس الحريري من الترشح للإنتخابات النيابية؟
بينما البلد يغرق وينهار إقتصادياً ومالياً وإجتماعياً وأمنياً والأغلبية المعارضة مشغولة بهذا الإنهيار لجهة إيقافه وإنقاذ البلد ولجهة إستغلاله وتدمير الخصم السياسي الحاكم الذي دمر البلد على حد قولهم، يطالعنا التيار الأزرق بعرضٍ تشويقي جديد تحت عنوان “هل سيترشح الحريري للإنتخابات؟” فتارةً يظهر أحد أبطال التيار ليعلن أن الرئيس الحريري لن يترشح وهو يتابع أعماله في الخارج، وآخر يقول سيترشح ولكن ينتظر اللحظة الحاسمة للإعلان، وثالث يقول بأن الحريري لن يترشح ليعود ويعلن أن ما أعلنه هو مجرد رأي شخصي، وهنالك آراء كثيرة من جهابذة التيار، فلماذا كل هذا التشويق والتعتيم والإعلان والإعلان المضاد في ظل وضع لا يحتمل الأقاويل فإن كنت أيها الرئيس الحريري حقاً تخاف على البلد فلتعلن عن موقفك وترشحك وتنضوي تحت راية الإنقاذ وحملة التطهير والتعقيم بدءاً من تيارك، أم هل حقاً تنتظر موافقة السعودية كما يصرح خصومك؟

وختاماً من لا خير فيه لأهله لا خير فيه للناس
يا حضرة زعماء الطائفة السنية من لا خير فيه لمنطقته وقريته ومدينته لا خير فيه للبلد، ماذا تنتظرون بعد لكي تنقذوا وتساعدوا مناطقكم الناس هلكت وماتت من الإستجداء والتسول والتسجيل على منصات والوقوف في طوابير وأنتم كالتماثيل ضمٌ بكمٌ عميٌ لا تفعلون شيئاً، خطاباتكم كعويل الأرامل تنعون ولكن لا تفعلون شيئاً، فماذا تنتظرون؟ حتى أهدافكم الدنيئة ومصالحكم القذرة في الإستحقاق الإنتخابي قد اقترب أجلها وما زلتم لا تفعلون شيئاً، فماذا تنتظرون؟
الناس لن ترحم والتاريخ لن يرحم ودعوة المظلوم لا يحجبها شيء وإن أيار لناظره قريب!

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى