مقالات خاصة

من الطبقة الحاكمة إلى الشعب المحكوم : تناسَوا ما مضى ولنفتح صفحة جديدة

بقلم إيناس بيروتي

إلى أين ومتى ؟

طاولات حوار لا تنعقد وإن إنعقدت فهي لتأزيم الحل لا لحلّه …
الى أين يسير الشعب اللبناني وفي أي وجهة ، أو إلى أي حفرة أعمق من جهنم التي نعيش فيها ، وإلى متى الصمت والخنوع والترقب منه لزعماء لا يعرفون مِن المسؤولية إلا البقاء في مناصبهم ولو على دماء وآلام وأحزان وآهات الناس ؟
إلى متى سيبقى الشعب صامتاً ؟
الأنظمة العربية لطالما ألهت الشعوب بلقمة العيش كي لا تنتفض فهكذا تسود وتبقى الحاكمة بأمرها ولكنها على الأقل تقدم ولو شيئاً بسيطاً لقاء حكمها الأبدي إلى أن ينتفض ثائر جائع فيلحق به الثوار …
أولم يحن الوقت في لبنان لتقوم لقمة العيش بإيقاظ الثائر ليتبعه الثوار ؟
سؤال يُطرح
ولكل معدة جائعة التفكير وأخذ القرار ..

لم يتبقّ لنا من لبنان إلا تحصيلنا العلمي الذي جهدنا من أجله ، والذي يخوّلنا الهجرة من بلدٍ تعِب من نفسِه ، من بلد الوسائط والمحسوبيات ، حيث الشهادة الجامعية لا تصلح إلا لمن له دعمٌ من السياسيين أو حاشيتهم ، ويكون التوظيف مقابل مبلغٍ مالي أو صوت إنتخابي .

تناسَوا ما مضى و لنفتح صفحة جديدة

شعار السلطة السياسية في مرحلة ما قبل الإنتخابات ، شعار إعتادوا على إعتماده مع إقتراب كل إستحقاق إنتخابي ، بحجج دائمة وواهية : حاولنا ، لم يسمحوا لنا ، لسنا من المنظومة الفاسدة … كل هذه الشعارات التي لا طعم ولا لون لها ، هي إنطلاقاً من معرفتهم الأكيدة بتكرار الناخبين غلطتهم الدائمة بإعادة إنتخابهم ، من إستفادتهم الكبيرة من الوضع المزري الذي أوصلونا إليه و حاجة الناس ، بحيث أصبحت الآن و كما يقال بالعامية ال ١٠٠ $ بتحكي ..
يشترون أصوات الناس ب “كرتونة إعاشة” تُعتبر بمثابة كنز لشريحة كبيرة من الناس ، أو بمبلغٍ ماليّ يُصرف قبل إعلان نتائج الإنتخابات ، أما عن البطاقة التمويلية ودورها في المرحلة الإنتخابية ستطغى المحسوبيات عليها و تُوزع على جماعتهم كما يصفون ، لتستفيد السلطة السياسية الحاكمة من كل ما يدور و تلعب دورها المعتاد لتعود و تضمن مقعدها النيابي متأملة – لا بل معتمدة – على “تنويم” الناخب ومحاولة إلهائه عن كل الأزمات التي أوصلونا إليها و محاولة إعادة كذباتها بقدرتها على الإصلاح و إنتشال البلد من الغرق الذي أوصلونا إليه …

أيها اللبنانيون ،

حين تتوجهون لصناديق الإقتراع
تذكروا النعيم الذي تعيشون فيه .. فلا أزمة بنزين ، ولا إنهيار لليرة اللبنانية ، الكهرباء ٢٤/٢٤ ولو كان بإمكان الدولة زيادة ساعاتها لأعطتكم ٣٠ ساعة كهرباء ، السلاح الشرعي الوحيد في لبنان هو سلاح الجيش اللبناني ، السلع الغذائية والأدوات الكهربائية على دولار ال ١٥٠٠ لتُناسب احتياجات كافة الطبقات ، أما الأدوية فمتوفرة بكثرة وبأقل الأسعار ..

إستفيقوا أيها اللبنانيون من سباتكم العميق ، حكِّموا ضمائركم وساعِدوا في بناء ما تبقى من مستقبلٍ لأولادكم .. فالوضع أخطر مما تعتقدون !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى