محلي

تحالف تشرين يدعو لتحالف جبهوي تشريني رافضٍ لنظام المحاصصة

ناقشت الهيئة التأسيسية لـ”تحالف تشرين” تطورات الأشهر الماضية وما يواجه وطننا في العام الجديد وأصدرت البيان التالي: صار واضحاً، أكثر من أي وقت مضى، أن حزب الله يأخذ البلد بإصرار إلى جهنم التي بشر بها فخامته!

الليرة اللبنانية تتدهور قيمتها كل يوم، وتتدهور معيشة اللبنانيين بشكلٍ دراماتيكي، ومجلس الوزراء غير المؤهل لمعالجة الأزمات المتدحرجة ما زال ممنوعاًعليه الإجتماع منذ أكثر من 3 أشهر.

لا يريدون فقط تعطيل التحقيق في الإبادة الجماعية؛ جريمة تفجير المرفأ وترميد قلب بيروت، لكنهم يريدون بوقاحة وابتذال، تثبيت خضوع القضاء لإرادتهم، في إعتداء فاضح على دستورية الفصل بين السلطات!

والفضيحة الأكبر أن رأس السلطة التشريعية، هو رأس الحربة في تعطيل مجلس الوزراء، والإعتداء على القضاء وأولويته تعطيل التحقيق في جريمة المرفأ، ويتقدم الصفوف في الدفاع عن نظام الإفلات من العقاب!

ويبرز رئيس حكومة “معاً للإنقاذ” مهتماً فقط بإنقاذ الكارتل المصرفي، وكل التحالف المافياوي، من جريمة السطو على ودائع الناس وتبيض صفحتهم بتدفيع المودعين ثمن المنهبة التي أوصلت الناس إلى الحضيض! ومن لم تحركه الأرقام الدقيقة عن وجود نحو 200 ألف طفل ينامون بلا عشاء، بدا متجبراً فهدد القضاء بالإستقالة، إذا ما استكملت الإجراءات التي استهدفت رجا سلامة، شقيق الحاكم، بشبهة إختلاس 207 مليون دولار، هي جزء يسير من الأموال المنهوبة، ليكشف بذلك عن حقيقة أداء المافيا التي تضرب عرض الحائط بحقوق الناس، وتمعن في تغطية تهريب عشرات مليارات الدولارات من الودائع إلى الخارج!

ولكي يكتمل المشهد السوريالي، لا يجد رئيس الجمهورية حلاً لهذا الإنحدار إلى جهنم، غير دعوة أطراف نظام المحاصصة الطائفي الحزبي الغنائمي، إلى مهزلة الحوارحول الحوار من أجل الحوار، وعندما عرقلوا مخطط تعويم عهد البؤس واستعادة حظوظ الصهر، ترك الدعوة مفتوحة..لمواجهة التحديات!

في نظرة متأنية إلى المشهد السياسي، يظهر أن أقطاب السلطة الثلاثة، قد تخلوا للدويلة عن الدولة ومفاتيحها الرئيسية، فيما كل الآخرين في موقع المراقب وتسجيل المخالفات، فصارت الدويلة من يمتلك كل القرارات، فأوغلت بمخطط إقتلاع لبنان من محيطه العربي لإلحاقه بمحور الممانعة والخراب والتيئيس والتهجير ! إن أولى النتائج، توريط لبنان في حالة عداء مكشوف مع أشقائه العرب، وخاصة دول الخليج، لتأكيد المقولة الإيرانية الرسمية بأن لبنان صار جزءاً من المجال الحيوي الإيراني!

2- يهم “تحالف تشرين” التأكيد أن تدهور الأوضاع لم تكن وليدة الصدفة، بل إن هذا التدهور تم عن سابق تصور وتصميم، حين باع أطراف في التحالف المافياوي، البلد لحزب الله مقابل حصصٍ أكبر في مغانم الحكم، ومن أجل إطلاق العنان لفسادهم السياسي والأخلاقي والمالي والمصرفي، وهم سلفوا الدويلة توغل الإقتصاد الموازي على الإقتصاد الوطني!

لقد أمنت محطة تسوية العام 2016 التحالف الواسع لتغطية إرتكابات حزب الله، فبادلهم سطوته في التقدم لحماية نظام المحاصصة منذ اللحظة الأولى لانطلاق ثورة “17 تشرين”، حين وقف أمين عام حزب الله باستعلاء، يكيل التهم للثوار بتبعيتهم للسفارات وتنفيذهم أجندات خارجية، ويحرض عليهم لتنطلق موجات التعديات التي استهدفت المتظاهرين والمعتصمين السلميين.

3- إن نظرة سريعة إلى ما يجري حولنا قد يساعدنا على فهم ما يجري عندنا:

لقد تلقى المحور الإيراني ضربة قوية في اليمن فالميليشيات التابعة تتراجع، ولن يتأخر فجر إسترجاع اليمن من مخطط طهران محاصرة منابع النفط والتحكم بخطوط نحو 20% من التجارة العالمية! كما تلقى ضربة في العراق، فبوهج ثورة تشرين شهدت الإنتخابات تصويتاً عقايباً قلب المشهد السياسي، بخسارة الميليشيات الإيرانية! وفشل هذا المحور في التأثير على القضاء لتغيير النتائج ووضعت العراق على عتبة التحول.. وهذا ما يجعل حزب الله يتحسب لمتغييرات مشابهة عندنا، قد تطيح بميزان القوى الذي مكنه من الهيمنة!

4- من هذه الزاوية علينا النظر إلى الإنتخابات النيابية القادمة بوصفها محطة يمكن أن تساعد في بلورة البديل السياسي، تحمله جبهة سياسية ملتصقة بالهم والوجع والآمال، فتردع التغول، وتكون منطلقاً لإعادة صياغة الحياة السياسية إستناداً إلى عامل جديد أدخلته الثورة هو الناس الذين غادروا مقاعد المتفرجين، فيصبح ممكناً تحقيق إستعادة الدولة المخطوفة وبدء المرحلة الإنتقالية لإعادة تكوين السلطة. وهذا المنحى الجوهري، يحتم علينا بذل الجهود لبلورة تحالف جبهوي تشريني رافضٍ لنظام المحاصصة والدويلة.

في السياق يسعى حزب الله لفرض مواجهة عنيفة يستقوي فيها بسلاحه، وعلى قوى التغيير مهمة تفويت هذا المنزلق، بمواصلة خوض المواجهة بالوسائل الديموقراطية السلمية، وعلى أرضية سياسية وثقافية وطنية..وهي الأرضية التي سيخسر فيها كما خسر حلفاؤه في العراق!

إننا أمام مهمة إعادة الأمور إلى نصابها، بانتزاع الدولة من براثن الدويلة كمدخلٍ لإنقاذ اللبنانيين من البؤس الذي يعيشونه. وهو المهمة الجليلة التي تتطلب بلورة وحدة القوى التغييرية عندها سيغادر كثيرون مقاعد المتفرجين والتردد وسيقفون بقوة إلى جانب وجعهم وأملهم بأن إستعادة الدولة والدستور ستحمي الرغيف وحق الإستشفاء وستسعيد السيادة عبر القوى الشرعية لإنقاذ لبنان.

المعركة صعبة، لكن الإنتصار فيها قدر شعبنا الطيب المتمسك بالإنفتاح والتعددية والعروبة ولبنان واحة الحريات وموئل المضطهدين ومساحة التنوع والتنافس والإبداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى