مقالات

أين الدولة من تعديات الحزب وتطاوله؟

بقراره استضافة مؤتمر للمعارضين في الدول الخليجية، لا يتحدى حزب الله هذه البلدان فحسب، انما يتحدى قبل اي شيء آخر الشرعية اللبنانية. منذ اسابيع قليلة، اتخذ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي موقفا شديد اللهجة بعد ان عقد الحزب مؤتمرا لمعارضين بحرينيين، قبل ان يطلب من وزير الداخلية بسام المولوي التحرك لترحيل هؤلاء، فهكذا حصل (وإن كان المعارضون “اختفوا” وباتوا في حماية حزب الله).

اليوم، ورغم الضجة التي اثيرت منذ ايام قليلة اثر المؤتمر العتيد، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ورغم اعلان رئيس الجمهورية ميشال عون رفضه التعرّض للدول الخليجية وتدخّلَ بعض القوى المحلية في شؤونها، وذلك في كلمته قبيل نهاية العام، وفي بيان صادر عنه بعد المؤتمر الصحافي الناري للامين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي شن فيه هجوما عنيفا على المملكة، رغم كل ذلك، يمضي الحزب قدما في مشاريعه الخاصة، غير آبه لا برئيس جمهورية ولا برئيس حكومة او وزير داخلية، وها هو يرعى عصر اليوم مؤتمرا سياسيا للمعارضة السعودية، لمناسبة إحياء ذكرى إعدام الشيخ السعودي المعارض نمر باقر النمر، في قاعة مجمع الإمام المجتبى في حي الأمركان في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت، سيتطرق إلى مواضيع عديدة على أن يكون تحت عنوان “لقاء المعارضة في الجزيرة العربية”. وستتخلل المؤتمر كلمة لرئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين.

من جانبه، أكّد وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي في حديث إعلامي امس أنه “سيصدر التعليمات اللازمة لكل من سيكون في الندوة التي ينظمّها “حزب الله” في الذكرى السنوية السادسة لإعدام النمر”، موضحاً أنّه “سيُطلب عدم المساس بالسعودية أو بدول الخليج”، ومشدّداً على أن “لبنان يعيش أزمة اقتصادية كبرى”. وشدّد على أن “ما يشكل تعرضا للثوابت العربية لا يمثل الحكومة ويجب ألا يكون لبنان منطلقا للإساءة لأي دولة عربية، ونحن كلبنانيين لا نقبل أن يكون لبنان معبرا لأي شرّ يصيب العرب”.

لكن كلمة مَن “ستمشي” في النهاية؟ تسأل المصادر. هل يتمكن مولوي الذي يمثل الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية من فرض الضوابط المطلوبة على مؤتمر المعارضين (الذي ما كان يجب ان يُعقد اساسا اذا كان لبنان يسعى الى كسب ود الدول الخليجية)، ام كلمة حزب الله الذي سيعطي ضوءا اخضر مطلقا لا غبار عليه، لنفسه وللمؤتمرين في ضيافته، لفتح نيرانهم على السعودية ودول مجلس التعاون؟

انطلاقا من التجارب السابقة، السيناريو الثاني هو الذي سيُطبّق، والدولة ستقف عاجزة تتفرج على المؤتمر الذي يعقد على بعد كيلومترات من قصر بعبدا… أليست بكركي والسياديون على حق عندما ينادون بتحرير الشرعية، الاسيرة، لعجز بعض حراسها وتواطؤ وتخاذل بعضهم الاخر؟

المصدر
Al Markazia | وكالة الانباء المركزية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى