مقالات خاصة

يا غثاء السيل أين أنتم؟

الإفتتاحية بقلم مصطفى عبيد،

الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي والأمني يعمّ لبنان ككل بكامل أطيافه وأجزائه دون إستثناء، والجميع منهكٌ وغير قادر على الإستمرار في ظل هذا الدمار..
وهنا نلاحظ بأن أغلبية الجهات المسؤولة في مختلف المناطق اللبنانية تسعى لإنقاذ شعبها وأهالي منطقتها، بإستثناء معظم مناطق الشمال وعكار..

في متابعة دقيقة نجد بأن معظم القيادات اللبنانية والشخصيات الدينية من رؤساء وونواب وزعماء كتل نيابية ومرجعيات يسعون لضبط شارعهم وضم مناصريهم وتحسين أوضاعهم، وكلٌّ منهم يسعى لبناء جدار حماية حول طائفته ومناصريه لتخفيف حدّة الإنهيار أو منعه عنهم، سواءً كان هذا التحرك لأهداف إنتخابية أو لأهداف مناطقية.

وهنا يكمن السؤال.. أين قيادات الشمال ومرجعياته مما يحصل لأهالي الشمال ، الذي عانى ولا زال يعاني، أين مرجعيات طرابلس التي تتألم تحت وطأة الفقر والمعاناة دون أي تحرك فعلي وجدي في وجه الأزمات، طرابلس التي طالما كانت صندوق بريد لتصفية الحسابات السياسية الداخلية والإقليمية.

قديماً كانت قيادات طرابلس والشمال تهبّ للكلام في مواسم الإنتخابات وبعض مرجعياتها الدينية تهبّ لنصرة ساستها الدجالون لتأمين أصوات إنتخابية لهم، وبعد موسم الإنتخابات يختفي السياسيون وتختفي مرجعياتهم دون أي ترجمة فعلية للوعود على أرض الواقع ويستمر أهل الشمال بالمعاناة.. .

اليوم لم يعد الشمال قادراً على الصمود، ولم تعدْ عروس الثورة قادرةً على الإستمرار في رقعة الفقر التي توسّعت بشكل كبير، حيث ارتفعت كمية الإستغلال والإحتكار في ظلّ غرق الدولة في سباتها، والتي تهبّ فقط لنزع يافطة لمنع الإساءة لمكوّن لبناني بحجة العيش المشترك، ولكن عندما تنتهك حرمة الشمال وأمن الشمال وكرامة الشمال يصبح الشمال بؤرة إرهابية لا تنتمي إلى لبنان..

فيا قادة الشمال أين أنتم؟
يا مرجعيات الشمال لم هذا السكوت المخزي؟
طرابلسكم ضاعت وما زلتم نائمون، طرابلس تدمرت وما زلتم تلعبون في زواياكم الضيقة لخدمة حساباتكم التي لا يوجد فيها لطرابلس وأهلها أي حساب؟
إفتاء الشمال تراه يعمل وكأنه غير معني بما يصيب أهل الشمال والطائفة السنية من ذل وقهر،
يا إفتاء الشمال ما بالك تنهض للدفاع عن كرسي ومنصب هو في الأصل مسلوب ومنتهك منذ سنين؟
ويا مرجعيات الشمال ما نفع منصب الطائفة السنية، إن ضاع أهل الطائفة السنية وشعب الطائفة السنية؟
العدو يخترقكم من كل حدبٍ وصوب، وقد تغلغل في طرابلس ونخر فيها وأنتم تطالبون بالكرسي، أين أموالكم وأين أوقافكم التي هي في الأصل لمساعدة أهلكم؟
أين غيرتكم وحرصكم على أهلكم؟
يا مرجعيات الشمال أنتم وُجدتم لخدمة أهلكم وليس لنصرة الزعماء، وُجدتم لمساعدة الضعفاء وليس لنصرة القوي على الضعيف؟
يا حضرة مرجعيات الشمال كفى مناصرةً للزعماء الفاسدين، كفى جلوساً في دواوينهم، فزعماء الشمال سلبوا أهل الشمال حقوقهم وكرامتهم وحتى صوتهم، زعماء الشمال تقاسموا الخدمات الإقتصادية والصحية والمؤسساتية فيما بينهم كي يمعنوا في إستعباد أهل الشمال وإذلالهم، زعماء الشمال تقاسموا المنابر والمناطق وحتى الشوارع لمصالحهم الشخصية.
يا إفتاء الشمال أهل الشمال لا يريدون “كرتونة إعاشة” ولا يريدون أن يتسوّلوا بدل طبابتهم من الزعماء الفجار،
يا إفتاء الشمال جاعت الناس، وضاعت الحقوق، واغتيلت الثورة، وانتهُكت عروسها فإلى متى هذا السكوت؟
عودوا إلى رشدكم، وعودوا إلى مناصرة أهلكم، قِفوا إلى جانب أهلكم بوجه الزعيم الظالم، حاسبوه فأنتم صوت الناس ولخدمة الناس.
يا غثاء السيل أين أنتم؟

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى