مقالات

رئيس قويّ وإلا ..

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv: 

أكثر ما نُتقنه في لبنان، هو إضاعة الوقت… هو فنّ يهواه مسؤولو هذه البلاد، في كلّ زمان ومكان، وها هم يأخذون مجدَهم في عزّ الانهيار الشامل. فالدعوة إلى الحوار التي تحضّرها دوائر القصر الجمهوري تشكّل بابا جديدا لهدر الوقت، والتجارب السابقة خير دليل على الآنف ذكره.

فطاولات الحوار التي انعقدت في لبنان على مرّ السنوات والأزمات، بقيت حبرا على ورق، لتؤكد المؤكد… التحاور لا ينفع، طالما هناك من لا يأبه لمصير شعب بكامله، وطالما هناك آمرٌ ناهٍ واحد، لا  يجرؤ من في السلطة على مساءلته.

طاولة الحوار الاولى عقدت في العام 2006، في عهد الرئيس إميل لحود، وفي خضم الاحتقان بين 8 و14 آذار والخلاف على مسائل أساسية خصوصا المحكمة الدولية، وهي استمرت لسبع جلسات متتالية تم التوافق في نهايتها على نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات خلال 6 أشهر، وانتخاب رئيس جديد، وتم تأجيل البحث بالاستراتيجية الدفاعية. وبالطبع لم يتحقق شيء منها.

طاولة الحوار الثانية التأمت في أيلول 2008 في عهد الرئيس ميشال سليمان، إنفاذا لاتفاق الدوحة وللبحث في الاستراتيجية الدفاعية، من دون التوصل إلى نتيجة.

وبعد أربع سنوات أي في العام 2012، جدد سليمان الدعوة إلى جلسة حوار عنوانها الأساس الاستراتيجية الدفاعية والسلاح المنتشر على الاراضي اللبنانية، والتي نتج عنها “إعلان بعبدا”، وضرورة تحييد لبنان عن الصراعات، والذي بقي طبعا حبرا على ورق، لا بل قيل عنه لاحقا “بلّوه واشربوا ميّتو”.

في العام 2017، دعا الرئيس ميشال عون إلى جلسة حوار اتُفق بنتيجتها على إطلاق ورشة إقتصادية وطنية وتطبيق إصلاحات تطال السياسة والمؤسسات والقضاء. ما تبعه من أحداث هو خير دليل على أن أيا من هذه الخطط لم يتحقق. عون عاد في العام 2020 ووجه دعوة إلى طاولة حوار، تمت مقاطعتها، باعتبار ان طاولات الحوار أثبتت عدم جدواها.

اليوم، يستعدّ الرئيس ميشال عون لتوجيه دعوة جديدة لحوار وطني في ظل الشلل الكامل الذي يصيب الدولة ومؤسساتها بفعل النكد السياسي وخطف الدولة علنا من قبل حزب الله… فهل بالفعل، يؤمن عون بصوابية الحوار؟ ام أنه يحاول تعويم عهده في أيامه الاخيرة؟ ألم يكن أجدى بـ”ألرئيس القوي” أن يأخذ الهاتف ويتصل بحليفه ليسمعه كلاما عالي السقف عن تعطيل مجلس الوزراء ويخبره عما يعانيه الشعب نتيجة هذه الممارسات؟ طبعا لا، فالأمر يحتاج بالفعل رئيسا قويا… وإلا فسيُسمعوننا الكثير من مثيل “بلّوه واشربوا ميّتو”!

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى