أين أنت أيها اللبناني من هذه الدولة؟

الإفتتاحية بقلم مصطفى عبيد،

الجميع يسأل أين هي الدولة؟
أين هي من جميع ما يحصل على الساحة الأمنية من جرائم وسرقات وتعديات ومراجل وتشليح وتعدي على هيبة الدولة من بعض الموالين لإيران، أو من المتعدين على القوانين والحدود بقاعاً وشمالاً ؟

أين هي من الفجور الإقتصادي الذي يمارسه أغلب التجار فالأسعار تطير بشكل مخيف بينما الرواتب والأجور تتهاوى ، ونرى بعض المتاجر والشركات عند اول رفرفة جناح للدولار تبادر إلى رفع الأسعار وبشكل مبالغ فيه بينما أجور موظفيها لا ترتفع إلا بالإذلال هذا إن إرتفعت ؟

أين هي الدولة من الإحتكار والتحكم بمصير الناس والذي وصل إلى القطاع الذي من المفروض أن يكون إنساني والذي هو القطاع الصحي بكل ما يحويه من مستشفيات وصيدليات وأطباء باتوا لا يعرفون ولا يملكون ذرة من الإنسانية إلا من رحم ربي؟!

أين هي من كل الذل والفقر والإهانة والمعاناة والألم والفقدان والخسارة والحسرة الذين باتوا لا يفارقوننا وأصبحوا جزءاً من هويتنا؟
أين هي الدولة؟
سأقول لكم أين هي الدولة
الدولة يا عزيزي المواطن لا تكترث بك، ولا بهمومك ولا بمعاناتك، فأنت بالنسبة لأعضاء هذه المنظومة الفاسدة أنت مجرد رقم أو نعجة في مزرعة كبيرة من النِعاج فكل فريق في هذه الدولة صبغ نِعاجه مناطقياً وطائفياً ومذهبياً بلون معين، فإن اختفى واحد منم لن يتأثر الزعيم وبالتالي لا يعنيه الموضوع.
أين هي الدولة؟
الدولة غارقة بكل أجزاءها المشاركة وغير المشاركة من أحزاب وزعماء طوائف بكيفية إذلالك أكثر يا عزيزي المواطن لكي تكون خاتم في إصبعهم عند حلول الإستحقاق الإنتخابي اللاديمقراطي المقبل.
أين هي الدولة؟
كفانا تساؤلات غبية ومغفلة نعرفها برغم سردها لكن ( علَّ الذِكرى تنفع ) ولنسأل أنفسنا أين نحن المواطنون أمام الدولة
هل سننتفض بعقل وحِكمة لنكون يداً واحدة أم سنبقى ضمن قطيع نِعاجهم ؟
ماذا ننتظر؟
الفرنسيين ، الأميركان ، الإيرانيين، الأتراك أم السعوديون؟
أم زلزال موجه فقط للسياسيين أم بركان لا يصيب جمره سوى السياسيين؟

عزيزي المواطن “لا يغيرُ الله ما بقومّ حتى يغيروا ما بأنفسهم” فإن استمرأت الذل والخضوع واعتنقت الخنوع ورضيت، فلا تسأل أين هي الدولة لأنك تعلم أين هي، ولا تسأل أين الشعب لأنك جزء من خواريف المزرعة، ولا تتأمل بأي دولة أن تعيد لك كرامتك التي أنت لم تخسرها وإنما تنازلت عنها طوعاً.