مقالات خاصة

لا تُخطئوا في التصويت !

الإفتتاحية بقلم ج.م 

حدثان مهمان ينتظران لبنان في العام 2022، من شأنهما أن يُغيرا اللوحة القاتمة في البلاد في حال عرف اللبنانيون كيفية إستغلالهما…

الأول يتمثل بالإنتخابات النيابية، والذي سنعرف من خلاله حجم “وعي” الشعب اللبناني وغضبه ونقمته على أحزاب السلطة، بعد وصول البلاد الى حافة الإنهيار على مختلف الأصعدة الإقتصادية، الصحية، الإجتماعية والأمنية، دون أن نغفل عن تردّي علاقات لبنان مع الخارج، والتي وصلت الى حدّ الإنقطاع والهجوم والعداوة في بعض الأحيان.

أما الحدث الثاني الذي ينتظره اللبنانيون بفارغ الصبر فيتمثل بإنتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية اللبنانية، والذي “نأمل” أن يكون فأل خيرٍ  وأن يتمكن من إعادة العلاقات الدولية وخاصةً العربية الشقيقة الى أيام عزها، ليتمكن بعدها والمجلس النيابي الجديد المنتخب من إعادة لبنان على السكة الصحيحة…

وبالحديث عن الإنتخابات النيابية المقبلة، وإذا ماكانت النقمة الشعبية على الأحزاب السياسية ستترك بصمتها فيها،  فالحقيقة بأننا لا نعرف حتى اليوم حجمها الحقيقي، فمنذ إندلاع الثورة في 17 تشرين الأول 2019، وحتى اليوم لم نتمكن بعد من إجراء إحصاءٍ شامل لآراء اللبنانيين في الداخل والخارج، لذلك سنضطر جميعاً لإنتظار أيار الـ 2022 ليُبنى على الشيء مقتضاه، ولنتابع معاً إذا ما تمكّن اللبنانيون من إحداث خرقٍ جديٍّ في الطبقة الحاكمة، حتى لو بنسبة عشرة أو عشرين بالمئة فهذا بحدّ ذاته سيكون انتصاراً للثورة وبداية تغيير ووعي ، أو إذا تمكّن أهل السلطة من تثبيت وجودهم وتجديده لأربع سنوات مقبلة “وهنا تكمن المصيبة الكبرى“، فلكلٍّ من النتيجتين انعكاساتها الداخلية والخارجية..

ومع متابعةٍ دقيقةٍ لخفايا الإنتخابات النيابية المقبلة،  لاحظنا بأن السلطة خائفةٌ من الشعب ومن إرادته ومن إمكانية خرق إتفاقاتهم وتحالفاتهم الخبيثة، فتراهم اليوم يتقاذفون الإتهامات والنكايات والمناكفات وتقويم الكلام ذهاباً وإياباً ككرة ثلجٍ تكبر وتكبر “لعلها تنفجر نهايةً في وجوههم جميعاً“، وهنا ومع إقتراب الحدث الأول والأهم منذ إعلان دولة لبنان الكبير تظهر لنا عدة أسئلة اهمها :

تُرى كيف سيُترجم غضب ونقمة الشعب اللبناني على أحزاب السلطة في الإنتخابات النيابية المقبلة؟

هل سيُغيّر المغترب اللبناني الذي عانى الأمرّين في غربته من نتيجة الإنتخابات ؟

هل سنتعلم من أخطاء اهلنا في الماضي، أم سننصاع لأفكارهم المتشبثة بالطائفية والأحزاب ؟

هل سنرفع الصوت عالياً ونصرخ أمام من ظلمنا وحرمنا من أبسط حقوقنا ؟

هل سنُفكر بوعيٍ في مستقبلنا ومستقبل أولادنا الذي أصبح مجرد التفكير بوجودهم حلمٌ صعب التحقيق ؟

هل سنتذكر خلال إدلائنا بأصواتنا حجم الذل الذي كابدناه خلال العامين الأخيرين أمام المصارف والأفران ومحطات البنزين و.. والذي كان البعض منا سبباً فيه من أجل “مئة دولار او كرت تشريج او بون بنزين”؟

هل ستقتل هذه الإنتخابات أفكار ثورة 17 تشرين أم سيعود الشعب اللبناني إلى الشارع؟

والسؤال الأهم هل سنقول للـ ” المستقبل” و ” القوات”  و” حركة أمل”  و ” التيار الوطني الحر” و ” الحزب” و ” العزم” و “الكتائب” و “الإشتراكي” و” الوطنيين الاحرار” و” المردة” و” الجماعة الاسلامية”  و”التوحيد” و “البعث” و “الشيوعي ” و “الطاشناق” و… :  موتوا جميعاً…  وليعش لبنان

في أيار 2022، سيكون مصيرنا بين أيدينا، وبورقةٍ في الصندوق سنقرر كيف ستكون حياتنا في السنوات الأربع المقبلة، نحن سنكون للمرة الأولى اصحاب الخيار والإختيار.. “فتبّت أيدي الساسة ولنقرر نحن مصيرنا

ختاماً الى الشعب اللبناني أقول انّ الإنتخابات فرصة تاريخية للتغيير فلا تُخطئوا في التصويت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى