سياسة

جعجع: إنتخابات 2022 ستحدد مصير لبنان

أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن “من السهل جداً شرح ما يجري في لبنان لجهة العلاقة مع الدول العربية والخليجية، حيث انطلاقًا من المصلحة الوطنية نتعجب مما يحدث  اليوم في لبنان، لكن إن وضعنا أنفسنا في عقل من يصرّح ومن يتخذ المواقف تتبلور الصورة أمامنا فمقياس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله وحزب الله لم يكن يومًا المصلحة اللبنانية العليا بل مصلحة ولاية الفقيه ومصلحة الامة التي يحكمها الفقيه”، واعرب جعجع عن اسفه حيال الوضع اللبناني: “الأكثر من مذرٍ، اذ لم اتصور يوماً، منذ طفولتي  الى الآن، ان اشهد اجتماع كل دول العالم بغية جمع المساعدات الخاصة باللبنانيين، من مساعدات غذائية، وبعض من المساعدات الطبية، تصورت سيناريوهات عديدة إلّا ما وصلنا اليه، فعندما، كنا نشاهد على شاشات التلفزة كيف تتصرف الدول المنكوبة، وكيفية مساعدة العالم لها، بإعطائها الحصص الغذائية والادوية كنت اتساءل “ماذا يحصل مع تلك الدول؟ هل توقع ام تصور احدٌ ان يصل لبنان الى هكذا وضع؟ نعم للأسف هذا هو وضع لبنان اليوم”.

وقال في مقابلة مع الاعلامية جيزيل خوري عبر “سكاي  نيوز”: “في ظل الوضع المذري الذي يعيشه اللبنانيون يشن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هجوماً ليس من بعده هجوم، على الولايات المتحدة الأميركية من جهة، او على المملكة العربية السعودية من جهة أخرى، انا بكل بساطة، ومن دون التطرق الى صوابية او عدم صوابية كلام نصرالله غير الصحيح، ثمة سؤال اطرحه: “هل مثل هكذا كلام يساعد الشعب اللبناني في ظل هذه الظروف الصعبة؟”.

ورداً على سؤال، عن سبب التصعيد اللبناني على الخليج العربي، اجاب جعجع: “السبب واضح، ولكن لنفسر هدف هذا كلام بالاستراتيجية، اي ان نصرالله يريد ان يطمر الشعب اللبناني اكثر فأكثر، اي انه يدفعه اكثر نحو جهنم التي وضعه فيها، حزب الله وحليفه، التيار الوطني الحرّ، الذي يغرق اكثر فأكثر من خلال الموقف السياسي الذي يتخذه، والذي بدوره يكرس عزلة لبنان اكثر فاكثر، ويقطع عنه بعض المساعدات التي ما زالت تصل الى بيروت، في الوقت الذي لا بدائل لنصرالله عن الحروب والحروب ومن ثم الحروب، والسبب يكمن انه، منذ ساعات حصلت هجمات أميركية في العراق، وآخرها على قاعدة عين الاسد، ما السبب؟ السبب ذاته، التي حصلت على إثرها الهجومات على القواعد والاهداف الاميركية في المنطقة، شن السيد نصرالله هجوماً على اميركا والسعودية، في إطار الصراع القائم بين العالم الغربي ككل والسعودية ودول الخليج من جهة وبين ايران من جهة أخرى، على خلفية مفاوضات جنيف التي وصلت الى خواتمها، وبالتالي المواقف الى تصعيد، وايران ليست واثقة بان اميركا ستعطيها ما تريد، من هنا ستزيد ضغطها عليها لتحصل على اكثر ما يمكن ان تتخذه من المؤتمر، ومن هنا يمكننا ان نفهم تصعيد نصرالله منذ يومين”.

وتابع جعجع: “في ما يتعلق بالمفاوضات، كل الدول على قدر ما هي اخصام ام اعداء يبقى الحوار في ما بينهم سيد الموقف”.

وسأل: في ظل المفاوضات ما سبب الهجوم؟ يمكننا اعتبار ان المواجهة بين المملكة العربية السعودية ودول الخليج وإيران قائمة ومستمرة منذ السنوات العشر الأخيرة كما لم تكن في يوم من الأيام، بغض النظر عن المفاوضات الجانبية في فيينا، لكن السؤال ما سبب هذا الهجوم على السعودية؟ لسبب بسيط جداً، وهو ان الاخيرة تشكل رأس حربة في مواجهة النفوذ الايراني المتمدد في المنطقة، لأسباب بسيطة، على النحو: الانتخابات النيابية في العراق، تحقق الكثير من النقاط لمصلحة السعودية وضد مصلحة إيران، وفي اليمن يظهر بعض من النقاط الايجابية لمصلحة السعودية، والسؤال: “من يواجه العالم العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية في هذه المناطق؟”.

واكد جعجع ان السيد نصرالله شن هجوماً ليس انطلاقاً من المصلحة اللبنانية ولا من منطلق محبة لبنان، بل من منطلق محاولة كسر رأس الحربة الذي يواجه التمدد الايراني في المنطقة، لا اكثر ولا اقل”.

واضاف: “لأنه هناك مفاوضات، إيران تحاول قدر المستطاع ان تنال من السعودية ما تريد”، مشيراً الى ان الانتخابات العراقية اتت لمصلحة الاحرار في المنطقة، ولصالح العروبة، وطبعًا لمصلحة الشعب العراقي من جهة كبيرة”.

واستطرد: “من طلب من الايرانيين الخروج، من وسط او شمال العراق، انما في الجنوب العراقي، ككربلاء، والبصرة، والنجف، وبالتالي المواجهة تفاقمت أكثر مما كان يخطط لها، بان تصور على انها مواجهة بين المكوّنين السني والشيعي، الّا ان الحقيقة هي مواجهة بين مشروعين سياسيين، والسعودية رأس حربة في الطرف الآخر، اي العالم العربي، إذا انها تضع الأخير بمواجهة إيران وهكذا يفسر سبب كلام نصرالله”.

ولفت الى ان “حديث نصرالله كان مليئًا بالمغالطات والمجازفات للواقع، لكي لا نقول انها اكاذيب، على سبيل المثال: الثورة السورية التي كلنا نتذكرها كيف انطلقت، وكيف المملكة العربية السعودية والامارات وقطر وكل الدول الخليجية كانوا يؤيدونها علناً مع الثورة السورية، وبقيت تتصاعد هذه الثورة، بمساعدة كل دول العالم، الى ان ظهر في الساحة تنظيم داعش، الذي اصبح ركن من ما يجري في الثورة السورية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى