مقالات خاصة

مدادنا نبض المواطن ورسالتنا رسالة وطن

الإفتتاحية بقلم مصطفى عبيد

مع نهاية الحرب الأهلية ووضع ميثاق الطائف والعيش المشترك، وعودة ضخ الدماء إلى شرايين القطاعات والمرافق الدستورية والسياسية والإقتصادية في بلدٍ أُنهك أهله من كثرة الفواتير النفسية والمعيشية والصحية التي سددها كي يستطيع العيش في أمان، وفي خضم كل هذه التحسينات برزت الوسائل الإعلامية من قنوات وجرائد ومواقع وكلها إدعت بأنها حيادية وموضوعية وبأنها صوت المواطن في وجه السلطة.
ولكن مع مرور الزمن ودخولنا في الألفية الثالثة بدأ يتضح للمواطن أكثر فأكثر بأن كل وسيلة إعلامية مهما اختلف نوعها هي تابعة لمكون سياسي وتعمل لصالحه ولخدمة أجندته السياسية على حساب المواطن من خلال إبراز فساد أو عنصرية طرف سياسي آخر فكل وسيلة تلونت بلون معين.
وإبان الثورة اللبنانية في العام ٢٠١٩ بدأت تظهر جلياً علامات التبعية من خلال طريقة نقل الأحداث وإبراز كل العلل والفساد في طرف آخر معادي على مقولة “ما خلونا” و “ما خصنا” و “نحنا معكن مش موجودين بالحكومة”.
الوسائل الإعلامية تلونت بالأبيض والأزرق والأخضر والبرتقالي والأصفر وغيرها من الألوان مهما أدعت إستقلاليتها وحياديتها وموضوعيتها، إلى أن فقد المواطن كامل ثقته بالوسائل الإعلامية التي استغلت أوجاعه وآلامه لخدمة أجندة سياسية وإنتخابية معينة خصوصاً مع إقتراب الإنتخابات النيابية.
ولكن نحن لا يمكن صبغنا بأي لون ولا يمكن إلحاقنا بأي طرف، قلمنا قلم حر وهدفنا الأساسي إبراز الحق وإظهار الصورة كاملة للمواطن كي يعلم كل الخبايا التي تخفيها جميع الأطراف السياسية لإذلال المواطن وإنهاكه وإلهائه بقضايا معيشية ومنعه من الإنتفاض في وجه السلطة الفاسدة.
يا حضرة المواطن إن اشتد الظلام في هذا الوطن فلا بد من وجود بصيص نور سيمتد كي يعم الوطن بكامله، وهنالك أحرار إعلاميين جزء من هذا البصيص، جزءٌ من صوت الحق في وجه كل ظالم وفي وجه كل فاسد أوصل البلد إلى ما هو عليه من إنهيار على كافة الأصعدة.

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى