مقالات

باسيل غير قادر على كسر الجرة مع الحزب

جاء في “المركزية”:

واصل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تصعيده في وجه الثنائي الشيعي، والذي بدأه عقب “لا قرار” المجلس الدستوري في الطعن المقدم من تكتل لبنان القوي في تعديلات قانون الانتخاب، غير ان تصويبه على حزب الله لم يذهب بعيدا ولم يبلغ حد اعلان سقوط تفاهم مار مخايل.

فبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، باسيل، في حديثه عن ضرورة تطوير هذا الاتفاق لانه لم يؤت ثماره خاصة في الداخل اللبناني، ومن خلال تلميحه الى ان التفاهم لم يعد مقنعا للشارع البرتقالي لان الضاحية تفضّل مسايرة “امل” مخافة شق الصف الشيعي، على دعم مطالب الوطني الحر، بدا يفتح الباب عريضا امام اتصالات جديدة مع قيادة الحزب لرأب الصدع.

ولتأكيد هذا الانطباع، رئيس التيار كان مباشرا وواضحا في رغبته تصويب الامور بين الجانبين حين قال للحزب انه امام خيارين اما سيناريو الطيونة (اي المواجهة مع المسيحيين) او سيناريو مار مخايل (اي ورقة التفاهم معهم)، مضيفا: اذا عدتم الى مار مخايل ستجدوننا في الانتظار.

موقف باسيل الرمادي هذا، وتوجيهه ضربة على الحافر وضربة على المسمار لحزب الله، سببه الحاجة الانتخابية البرتقالية لاصوات الحزب في الانتخابات سواء النيابية او الرئاسية.

من هنا، فهو غير قادر على كسر الجرة تماما مع الحزب. لو اراد ذلك حقا، لاعتمد النبرة التي اعتمدها في حديثه عن القوات اللبنانية مثلا، مع الحزب. هو اشار الى ان رئيسها سمير جعجع عميل ومأجور ويتقاضى اموالا من السفارات لتنفيذ اجندات خارجية وفتنوية. الا انه لم يقل ذلك عن الحزب، علما ان الاخير وفي العلن وبلا خجل، يجاهر بأن ماله ومأكله وملبسه من ايران. وقد اتى استهداف معراب من ميرنا الشالوحي في معرض حديثه عن حوادث عين الرمانة، فلام الحزب على انجراره الى الفتنة التي كان يريدها جعجع، غير انه تناسى ان الدعوات الى التظاهر والى “قبع” المحقق العدلي، أتت من قبل حزب الله وقياداته…

هذه الاشارات كلّها سيلتقطها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وهو، وفق المصادر، سيغضّ النظر عن غضبة باسيل على الحزب متفهّما اعتباراته الانتخابية في الشارع المسيحي، ليلاقي يد التيار في خطابه اليوم، معلنا تمسكه بتفاهم مار مخايل واستعداده لاي حوار لانقاذه وتطويره.

ويبقى ان باسيل انهى خطابه بمحاولة لشد العصب حوله عشية الانتخابات النيابية. فهو عاد الى اللعب على وتر ان الجميع تكتّل ضدنا لإقصائنا وإبعادنا: القوى السياسية وثوار السفارات والمجتمع المدني، يحاولون تحميلنا وحدنا وزر الانهيار لتدفيعنا الثمن في الانتخابات المقبلة.

الا ان ما قاله اهدافه مكشوفة لدى الرأي العام. فصحيح ان التيار ليس وحده مسؤولا انه في الحكم من الرئاسة الى الوزارات الى البرلمان منذ العام 2005 ويتحمل اقله منذ العام 2016 (عام وصول رئيسه الى قصر بعبدا)، مسؤوليةَ ما جرى. اما محاولات عزله، فغير واقعية اذ هو بخطابه وادائه، حرق الجسور مع كل القوى السياسية، واليوم يحاول ترميمها مع الضاحية، لتدعمه في المرحلة الانتخابية…

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى