مقالات

باسيل يرفض التحالف مع مرشّح الحزب

كتب داني حداد في موقع mtv:

ليس الخلاف بين التيّار الوطني الحر وحزب الله مستجدّاً. لائحة التباينات والخلافات تطول، وتتضمّن أكثر من محطة. صحيحٌ أنّ الزواج السياسي مستمرّ بينهما ولكن من دون “حبّ”.
تجلس مع مسؤول في حزب الله، فتجده يعدّد سلسلة انتقادات بحقّ النائب جبران باسيل. يقول صراحةً إنّ الأكثريّة الساحقة من مسؤولي “الحزب” لا تحبّه. ويعيد التذكير برفض باسيل التحالف مع مرشّح حزب الله في جبيل، في الانتخابات النيابيّة الأخيرة، على الرغم من أنّ “الحزب” أهداه أكثر من مقعدٍ نيابيّ في دوائر أخرى.في المقابل، تكاد لا تسمع من مسؤولٍ بارز أو نائب في “التيّار” كلمةً إيجابيّة عن حزب الله. لا بل يحمّله “البرتقاليّون” جزءاً كبيراً من مسؤوليّة تراجع شعبيّته لدى المسيحيّين.يقول نائبٌ عوني من خارج جبل لبنان: “الأمور ما بقا تنحمل. الحزب عرقلنا مراراً، ونحن أيضاً ذهبنا باتجاه إنتاج سلطة وليس بناء مؤسسات”.على الرغم ممّا يقال، في العلن وأكثر منه بكثير في الغرف الضيّقة، وبعضه يصل الى حدّ الكلام الطائفي المباشر عن “عدم القدرة على العيش معاً”، سيستمرّ “الزواج” بين “التيّار” و”الحزب”، بحكم المصلحة من الجانبين. كلام باسيل النقدي لا يُصرف في مكان ما دام تفاهم مار مخايل قائماً. استمرار التفاهم يعني، حكماً، أنّ التيّار الوطني الحر موافق على تدخل الحزب في سوريا واليمن والعراق، وموافق على استخدام الأراضي اللبنانيّة لقصف الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، من دون قرارٍ رسمي، وموافق على إدخال المازوت والسلاح والأموال بطريقة غير شرعيّة، وموافق على استخدام الحزب للمعابر غير الشرعيّة، وعلى حماية مطلوبين في مناطق نفوذ الحزب، وحتى موافق على تعطيل مجلس الوزراء اليوم…إن كان “التيّار” يرفض ما سبق، فعليه فوراً أن يعلّق العمل بالتفاهم، بدل الدعوات المكرّرة، منذ سنوات، لصيانته، وبدل الكلام المستجدّ عن استراتيجيّة دفاعيّة ولا مركزيّة إداريّة، من دون ترجمة عمليّة لهذا الكلام.
إذا تابعنا جمهور حزب الله على مواقع التواصل الاجتماعي لوجدنا كمّاً كبيراً من الانتقادات الموجّهة الى باسيل، والتي تفوق بقساوتها تلك الصادرة عن جمهور القوات اللبنانيّة. جمهور حزب الله، بغالبيّته الساحقة، لا يحبّ باسيل. نرى الأمر نفسه، تجاه حزب الله، لدى جمهور “التيّار” الذي لم يعد “مغروماً” بأمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله. مات “الحبّ”، والفوارق باتت كثيرة وعميقة بين “الزوجين”. ولا مبرّر لاستمرار “الزواج” إلا المصلحة. طبعاً، لا نتحدّث هنا عن مصلحة البلد…

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى