مقالات

العلاقات اللبنانية – الخليجية في خبر كان…

جاء في “المركزية”:

لا تزال العلاقات بين لبنان والدول الخليجية عموما والسعودية خصوصا، تسجّل تطورات، من الصنف السلبي. فرغم كل جهود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لاظهار تغيير في السلوك والاداء الرسميين تجاه المملكة، عقب الاتصال الذي تلقاه من ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان برعاية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون منذ اسابيع، ايّ تقدّم ايجابي نحو “تطبيع” العلاقات بين الجانبين، لم يتحقق، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، والسبب: “حزب الله”.

امس، عرض تحالف دعم الشرعية في اليمن، مقطع فيديو يُظهر “مقر مدربي ميليشيا حزب الله اللبناني في اليمن، مع المتدربين من العناصر الحوثية، ومخازن الطائرات المسيرة في مطار صنعاء الدولي”. ونشر شريطا ثانيا ايضا يظهر “قياديا من ميليشيا حزب الله اللبناني يعطي توجيهاته للقيادي الحوثي أبو علي الحاكم”. وقد اعاد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، الذي غادر بيروت اثر ازمة تصاريح الوزير جورج قرداحي، نشر هذه المقاطع عبر صفحته على تويتر… اضافة الى هذه الفيديوهات والصُور، قال المتحدث الرسمي باسم التحالف العميد ركن تركي المالكي، في مؤتمر صحافي قدم فيه إحاطة شاملة حول الأزمة اليمنية، بعد ان كشف  أدلة تثبت “تورط حزب الله اللبناني الإرهابي باليمن واستخدام المطار لاستهداف السعودية”: “حزب الله” الإرهابي نشر الدمار في المنطقة والعالم وهو سرطان في لبنان أثّر على اللبنانيين بالدرجة الأولى كما يتحمّل المسؤولية في استهداف المدنيين في السعودية واليمن”، معتبراً أنّ “الحزب لا يمثّل الشعب اللبناني”. وأضاف “نسامح ولا ننسى وإن غضبنا أوجعنا.. والحوثيون لا يملكون القرار ليكونوا جزءاً من الحل السياسي في اليمن”. وأكد أن “النظام الإيراني يرعى الأذرع في المنطقة ويقوم بالدمار والخراب”. كما تحدث المالكي عن دور طهران في إذكاء “الفكر الطائفي في العراق وسوريا ولبنان”. وأضاف المتحدث الرسمي للتحالف أن “الحرب في اليمن فكرية اجتماعية وطائفية كما هو الحال في لبنان”، قبل ان يسأل: ماذا سيفعل اللبنانيون تجاه “هذا السرطان” الذي يمثّله حزب الله؟

وبما ان السبب الرئيس لانكفاء الخليجيين وابتعادهم عن بيروت دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا وماليا واستثماراتيا وسياحيا، هو رضوخ الدولة اللبنانية لحزب الله وعجزها عن مواجهة تمدده العسكري في الميادين العربية وعن منعه من تصدير السلاح والممنوعات اليها، وقد ضُبطت شحنة كبتاغون في الامارات نهاية الاسبوع الماضي مصدرُها لبنان، فإن اي خرق فعلي في الجدار الذي يفصل بين بيروت ومحيطها الحيوي، لن يتحقق في المدى المنظور. حتى ان المصادر لا تستبعد ان يعود الجفاء ليشتد في الاجواء بين الدولتين نظرا الى مواصلة الحزب نشاطه العسكري في اليمن، على حدود المملكة الجنوبية، وهو اكثر النقاط حساسية بالنسبة الى الرياض، وكأن شيئا لم يكن. والسعودية، التي اعطت الدولة اللبنانية فرصة لاصلاح نفسها والانتفاض لشرعيتها، عبر اتصال بن سلمان – ميقاتي، سترى هي والعالم بأسره، بعد صُوَر الحزب في صنعاء، ان لا حياة لمَن تنادي، فالدولة خاضعة مستسلمة للدويلة، طوعا ام عنوة لا فرق، وان انتظار اي تبدّل في سلوكها خاصة على الصعيد “السيادي” مضيعةٌ للوقت، تختم المصادر.

وحده، موقف نوعي يقوله رئيس الجمهورية ميشال عون في كلمته المتوقعة اليوم، قادر على قلب المعادلة. فاذا سمى الامور بأسمائها، وقال للحزب “كفى، لم تدمّر عهدي فقط، ولم تعطّل الحكومة الانقاذية فقط، بل وضعتَ مستقبل لبنان برمّته، في خطر، وذهبتَ بعيدا جدا في اعتداءاتك على الدولة وسيادتها”، قادرٌ على ترك صدى ايجابي في العالمين العربي والغربي. فهل يفعلها ويطلق موقفا بحجم المرحلة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى