مقالات

تهنئة المسيحيين من المنظور الإسلامي حلال أم حرام ؟

كتب القاضي محمد النقري على حسابه:

يعلو صراخ بعض المتشددين من المسلمين في أعياد المسيحيين ليتحدثوا عن جواز او عدم جواز تهنئة المسيحيين في اعيادهم وتفيض بهم مخيلتهم الى التأكيد بأن احتفالاتهم العائلية بعيد الميلاد يتخللها شرك وكفر بالله.

من منظورنا الاسلامي :

. نحن مأمورون بان ندعهم وما يدينون فلا اكراه في الدين
. هم اخوة لنا في الانسانية وفي المواطنة وفي الجوار وفي قرابة الأرحام
. دعاهم النبي محمداً صلوات الله وسلامه عليه الى مسجده في المدينة وأقاموا صلواتهم – وفق عقيدتهم ووفق ألفاظهم – داخل المسجد حيث أم ّ النبي المسلمين للصلاة في جانب منه وصلى المسيحيون في جانب منه (سيرة ابن هشام)
. تشارك المسلمون والمسيحيون في الصلاة داخل المسجد الاموي لفترة تجاوزت السبعين سنة حيث تصالحوا على انتصافها الى ان استبدلها المسيحيون بأراضي أعطيت لهم حيث شيدوا كنيسة مريم في باب توما
. يقف المسيحيون الى جانب اخوانهم المسلمين في البلاد التي يضطهد فيها المسلمون ويفتحوا لهم كنائسهم لإقامة صلاة الجمعة والأعياد
. فتوى مشايخنا في الازهر يستحب تهنئة المسيحيين في اعيادهم وهو عمل محمود.

اما احتفالاتهم العائلية بعيد الميلاد فهو عبارة عن لقاء سنوي يتشاركون فيه بتقديم الهدايا وتناول الطعام وتبادل أطراف الحديث في شؤونهم وشجونهم في حفل عائلي باهر ينطبع في ذكريات أطفالهم فينتظرون قدومه في كل سنة ويجددون احتفالاتهم به طوال فترة حياتهم .

لذلك، وبمناسبة احتفالات أعياد الميلاد المجيدة اهدي كل التحية والمحبة والتقدير الى كل الذين آمنوا معي بالحوار الاسلامي المسيحي ودافعوا عنه بكل صدق واخلاص واحترموا العقيدة الإيمانية التي ينطلق منها اتباع كل دين وان لم يؤمنوا بها وحافظوا على مصداقيتهم بإظهار احترامهم للآخرين وبما يعتقدونه : بسرّهم أو بجهرهم، بحضورهم او بغيابهم…. اليهم أقول بمثلكم تعقد الآمال وتشيد الاوطان ويصان العيش المشترك وتتعانق المساجد والكنائس لتصدح باصوات المحبة والسلام .

الشيخ د. محمد نقري

قاضي بيروت الشرعي، واستاذ جامعي. مدير عام دار الفتوى سابقا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى