مقالات

أسعار الإنترنت والإتصالات نحو الدولرة

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

تعيش منطقة النبطية عزلة شاملة بسبب انقطاع الانترنت والاتصالات، وقد بات الوصول اليها اشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش. وفيما يرزح المواطن تحت عبء الازمات المعيشية والاقتصادية، أضيف الى سلة معاناته الاتصالات التي اخرجته عن عالمه وأعادته سنوات ضوئية الى الوراء، والمشكلة الاكبر تكمن بصعوبة الاتصال بطبيب لمريض يعاني من مرض عضال، او مصاب “كورونا” تدهورت حالته ويعجز عن الاتصال بالاسعاف. كل ذلك يحدث ليرفع المواطن العشرة قبل دولرة الاسعار التي ستصبح حتماً من سابع مستحيلات قدرة الناس على تحملها، فمتى ينتهي هذا الكابوس؟

حقيقة الامر ان لا إنترنت، لا إتصال وتواصل، لا خطوط تشريج في منطقة النبطية التي تعيش عزلة شبه كاملة، جراء انقطاع شبكة التواصل والاتصال وتحديداً شبكة “ألفا”، التي تغيب بشكل شبه كامل ما وضع المواطن أمام عزلة شبه تامة عن عالمه الخارجي، في رسالة تبدو أنها أولى بوادر رفع الدعم عن الاتصالات، وعادة ما تبدأها الدولة بخطوات تمهيدية: انقطاع، تصليح، نفي، ثم رفع الدعم، آخر ادوية الكيّ وليّ اذرع الناس الذين باتوا يعجزون عن العيش من دون انترنت واتصالات.

منذ السبت الماضي وشبكة اتصالات “ألفا” تغيب عن هواتف المواطنين حتى أن بعضهم عاد الى زمن “البلوتوث” وربما الحمام الزاجل، فالسياسات الترقيعية للحكومة طيلة السنوات الماضية أوصلت الناس الى زمن جهنم من دون اتصالات، في سابقة في تاريخ لبنان الحديث. ويبدو ان شبكة MTC ستلحق بـ”ألفا” عما قريب بعدما بدأت الشكاوى من سوء الشبكة تتصاعد. فكيف تبدو حياة الناس في عصر اللاإتصالات؟

“ما في ارسال”، “نت تعتير”، “عندك انترنت”؟ هي بعض العبارات التي خيمت على حديث الناس خلال الايام الماضية، احاديث غابت عنها ازمة الدولار والاسعار وفقدان الدواء وارتفاع كلفة الطبابة، اذ بدا ان التواصل اهم بكثير من باقي الازمات، على اعتبار أنها فشة خلق.

يواجه المواطن خطر العزلة بشكل كبير، عزلة من المتوقع ان تستكمل برفع اسعار تعرفة الانترنت، اذ يبدو ان ما يحصل ما هو الا تمهيد لدولرة الفاتورة، وهذا يعلل سبب انقطاع الاتصالات في القرى التي باتت شبه معزولة عن بعضها، ما اصاب الناس بصدمة كبرى، فمصدر “فشة الخلق” الوحيد ايضاً طار بفعل السياسات والعلاجات الترقيعية التي اتبعتها السلطة طيلة السنوات الماضية. وما يخشاه المواطن اكثر لو اصيب بنكسة صحية كيف يتصل بالطبيب او بالمستشفى وغيرها، وهو امر يخشاه ايضاً الاطباء الذين يعانون كثيراً من هذه المشكلة التي تحول بينهم وبين مرضاهم، إذ تخشى الدكتورة هيام على صحة مرضاها، فالانترنت مقطوع ومعه الارسال، وهذا أمر لم يحصل حتى في عز الحرب، وهو يهدد صحة الناس، اذ ان المسافة بين الموت والحياة اتصال ودواء مستعجل”.

يبدو ان موجة الذل انتقلت هذه المرة الى الاتصالات آخر معاقل دولار الـ1500 ليرة في لبنان، وكما اعتمدت سياسة الطوابير وذل الناس على محطات المحروقات، يبدو ان الاسلوب نفسه يتكرر هذه المرة مع الاتصالات والانترنت وبطاقات التشريج التي اختفت كلياً من السوق، ولا تتوفر الا سوق سوداء بسعر خيالي تجاوز الـ50 ألف ليرة للبطاقة الصغيرة و100 ألف للبطاقة الكبيرة، وهو امر يعيده احد باعة الخلوي في المنطقة الى شح البطاقات من السوق ورفض الوكلاء تسليمهم اياها بعد ان كانوا يقدمون “bonus” لشراء مزيد من البطاقات. ووفق علي، صاحب محل بيع تشريج، “فإن هذا الزمن ولى، ونواجه ازمة خطيرة جداً، فغياب البطاقات قد يؤدي الى ازمة اتصال وتواصل وهي ازمة تمهيدية لرفع اسعار البطاقات التي يبدو ستصبح وفق سعر الصرف الموازي او على ابعد تقدير وفق سعر منصة صيرفة، وفي كل الحالات فإن التعرفة ستزداد والانترنت سيرتفع سعره، وقد يلجأ مواطنون كثر لعدم التشريج او لقطع الانترنت نظراً لارتفاع فاتورتهم المعيشية اليومية.

أيام عصيبة تمر على ابناء منطقة النبطية، ممن باتوا لا يعرفون من اين تهبط الازمات وما الذي ينتظرهم بعد، لربما زمن الانتخابات يحمل انفراجات غير متوقعة فالرشاوى الانتخابية هذا العام قد تكون حلحلة ترقيعية لازمات بعيدة المدى. فهل ينتفض الشعب على الزعماء؟ أم يرضخون لزمن اللااتصالات القريب؟

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى