جودة الحياة وعلاقتها بالتعليم
د. سهير الحريري
ما الذي يجعل الطلّاب سعداء في جامعتهم؟ هذا سؤال يهمّ التربويّين في مختلف البلدان. لا شكّ في أنّ جودة التعليم التي تبلغه الجامعة وتتميّز به تكون مصدرًا لإفتخار الطلّاب بالإنتماء إليها.
في دراسة أستراليّة (Chan G.& Others, 2003) شملت 1300 طالب جامعيّ هدفت إلى تحديد مستوى الشعور بالرّضا عند الطلّاب في حياتهم الجامعيّة. ومن العوامل المؤثّرة نذكر: “بيئة التعلّم الجيّدة، شروط البناء والأنشطة الرياضيّة والترفيهيّة الجيّدة، الشعور بالطمأنينة والأمان، العلاقات الجيّدة مع الآخرين، إدارة الوقت والسّمعة الرفيعة للجامعة”.
إنّ الجودة في التعليم هي مدى جدارة الإدارة التعليميّة في أداء أعمالها بالدرجة التي تمكّنها من إعداد متخرّجين يمتلكون المهارات التي تمكّنهم من تلبية احتياجات التنمية في مجتمعهم وفقًا لما تمّ تحديده من أهداف ومواصفات لهؤلاء المتخرّجين. ومهمّا تنوّعت تعاريف الجودة في التعليم، فهي تضمّ ثلاثة أبعاد أساسيّة، جودة التصميم (Design quality) وتعني تحديد المواصفات والخصائص التي ينبغي أن تُراعى في التخطيط للعمل، وجودة الأداء (Performance quality) وتعني القيام بالأعمال وفق المعايير المحدّدة، وجودةالمخرجات
(Output quality) وتعني الحصول على منتج تعليميّ وخدمات تعليميّة وفق الخصائص والمواصفات المتوقّعة.
يتعلّق مفهوم الجودة في التعليم بكافة السمات التي ترتبط بالمجال التعليميّ وتكشف عن مدى التفوّق والإنجاز في نتائج الطلّاب كمهارات مطلوبة.
تهدف الجودة هنا إلى إعداد الطلّاب بشكل جيّد حتّى يكونوا قادرين على الإبداع ومواكبة تحديّات العصر، من خلال التقدّم التكنولوجي الهائل. وهذا يتطلّب تعديلًا كبيرًا في دور المعلّم والمشرف في أيّ مؤسّسة تعليميّة: فالمعلّم هو مرشد وموجّه، وعليه أن يوفّر مناخًا تعليميًّا يسمح بحريّة التعبير والمناقشة وبناء التفكير الناقد.
( مقتبس من كتابي أسرار السعادة )