مقالات

رسالة من الحزب إلى الحريري : ترشّح

كتبت صفاء درويش في موقع mtv 

ترك خبر عدم ترشّح الرئيس سعد الحريري في الانتخابات النيابية المقبلة ردود فعل متفاوتة لدى القيادات السياسية. 
قرأه البعض على أنّه مراوغةً سيتراجع عنها الحريري بلا شك، بينما بنى البعض الآخر عليها لمحاولة الاستثمار في غياب رئيس اكبر تكتّل سني عن المشهد، ويسعى البعض الآخر في الكواليس لثني الحريري عن خطوته هذه.

يكشف مصدر من داخل تيار المستقبل أن أكثر من رسالةٍ وصلت إلى الرئيس سعد الحريري بشكل غير مباشر تنصحه بالتراجع عن قراره بعدم الترشّح، موضحةً الحاجة الكبيرة إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى. 
يكشف المصدر أيضًا أنّ من بين هذه الرسائل رسالة واحدة تحمل نَفَس حزب الله، من دون الايضاح أكان الحزب قد أوصلها بنفسه لأحد المقرّبين من الحريري، أمّ أن وسيطاً ما نقلها بالتواتر.
وبعيدًا عن هذا التفصيل، يبدو أن وجود الرئيس سعد الحريري يشكّل اليوم حاجةً ملحّة للثنائي الشيعي، وتحديدًا لحزب الله. قراءة المشهد بدقّة من وجهة نظر الحزب توضح أنّ هناك من يتربّص بالساحة السنية، التي باتت كقطعة جبنة يريد الجميع تقاسمها بعد انكفاء صاحبها. 
ويؤكد مصدر من فريق الثامن من آذار أن حزب الله يولي الإنتخابات النيابية المقبلة أهميةً كبيرةً جدًّا وصولًا إلى حدّ اعتبارها معركةً وجودية توازي مواجهة التنظيمات التكفيرية في لبنان سوريا! هذه الثابتة تشير، وفق المصدر أيضًا، أن لدى حزب الله هاجس عدم خسارة هذه الانتخابات لا سيما على الساحة المسيحية، اضافةً لعدم دخول أخصام الحزب المسيحيين إلى الساحة السنية، التي يبدو دخولها من قبل القوات اللبنانية وبعض مجموعات المجتمع المدني أسهل في حال غاب الحريري فعلًا عن المشهد. 
من هنا تأتي الحاجة للحريري، إذ بامكانه اعادة ضبط الساحة، رغم تراجعه الكبير فيها، بينما سيكون غيابه حاجز عبور لمشاريع مناوئة للحزب كمشروع شقيقه بهاء الحريري ومعه الوزير السابق أشرف ريفي ومجموعات لا يطمئن الحزب لوجودها ولا يجد بابًا للشراكة او الحوار معها.

ورغم أن مواقف الحريري في الفترة الاخيرة لا تصب في صالح التفاهم مع الحزب، الا أنّه يرى فيه شخصية يمكن التحاور معها، وأنّه يُحسن رسم أسقف واضحة للصراع السياسي لا يمكن ان يتخطاها في الظروف الطبيعية. فهل يعود الحريري عن قراره بعدم الترشح ارضاءً لخصومه قبل حلفائه، أم أن هذا القرار بالفعل ليس ملكه وحده؟

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى