سياسة

جوزيف أبو فاضل : صراع على الإنتخابات النيابية والرئاسية .. على حساب إذلال وإفقار اللبنانيين

ليبانون ديبايت

إشتعلت الجبهات مُجدّداً على خطّ “بعبدا” “عين التينة” بعد تبادل كلام عالي السقف ‏من قبل نواب “التيار الوطني الحر” وحركة “أمل”. ‏

في هذا الإطار، سأل “ليبانون ديبايت” المحامي والمُحلل السياسي جوزيف أبو ‏فاضل عن خلفيّة السجال الحاصل فأكّد في إتصال هاتفي من “دمشق”، أن “هذا ‏السجال سيستمرّ حتى إعلان نتائج الإنتخابات النيابية، إذا حصلت، وإنتخاب رئيس ‏المجلس النيابي، وكذلك إنتخاب رئيس جديد للجمهورية”. ‏
‏وجَزم بأنّ “المعركة بين الطرفين إنتخابية بإمتياز، وبطبيعة الحال يُحاول الرئيس ‏عون وفريقه رفع المسؤولية عنه وتحميل مسؤولية تعطيل البلد للرئيس بري لأنهم ‏لا يستطيعون أن يوجّهوا سهامهم لغيره بشكل مباشر”.‏


ولفت إلى أنّ لدى “التيار الوطني” مطلب رئيسي وهو “إحياء العملية الحكومية ولو ‏لم تُثمر عنها نتائج إيجابيّة، فترؤس وحضور الوزراء إلى بعبدا وعقد الإجتماعات ‏الحكومية برئاسة رئيس الجمهورية تعني الكثير للعهد الذي فشِل في الـ 5 سنوات ‏والشهريْن الأخيريْن ويُحاول أنْ يَستعيد شيئاً ممّا فقده”. ‏
وردّاً على سؤال، أجاب أبو فاضل “بالنسبة لـ”حركة أمل الرئيس بري خطّ أحمر، ‏و توجيه السهام تجاهه من مصلحة التيار الوطني لشدّ العصب المسيحي حوله بعد ‏تراجعه الكبير شعبياً، وهذا الأمر يعتبر بالنسبة لـ”حركة أمل” نوعاً من الجنون ‏لهذا ردّ النائب علي خريس على النائب جورج عطاالله بهذا الشكل إذ أنه والنواب ‏آلان عون وأسعد درغام وبعض النواب الصقور يهاجمون “الثنائي الشيعي” بشكل ‏دائم بهدف شدّ العصب المسيحي، في حين نرى أن بعض النواب يلتزمون الصمت ‏تجاه “الثنائي” ولا يغامرون كما يفعل الآخرون”.‏


كما أكّد أبو فاضل أنّ “حزب الله لَن يحرّك ساكناً فهو لَن يُغيّر موقفه بالنسبة للعودة ‏الى الحكومة قبل أنْ يتنحّى المحقق العدلي بانفجار مرفأ بيروت القاضي طارق ‏بيطار، إذ يعتبر الحزب أنّ ما يُقال بأن عمليّة “قبع” المحقق العدلي منوطة بمجلس ‏القضاء الأعلى فقط هو بدعة “عونية”، فـ”الثنائي الشيعي” يعتبر أنّ الرئيس عون ‏والتيار عندما يريدون أن يتلطّوا وراء مطالبهم يقولون إن هناك استقلالية بالسلطات ‏السياسية والقضائية ولا يمكننا التدخّل بعمل القضاء، في حين أن العهد والتيار ‏يتدخّل بالقضاء ويطلب منه الكثير، برأي الثنائي”. ‏


أضاف: “وهذا الأمر هو الذي أدّى إلى شلل الحكومة وجعل الرئيس عون والتيار ‏الوطني يفقدون صوابهم لأنهم يخسرون من شعبيتهم وتكثر النقمة عليهم، كذلك ‏هناك مقاطعة خليجية وفرنسية تجاه العهد لأنه لم يقم مع التيار بالاصلاحات، ‏الرئيس بري يقف الى جانب هؤلاء ويلمّح الى أن كل الناس في لبنان والخارج ‏يقاطعون الرئيس عون والتيار نظراً للسياسة التي اتبعوها في السلطة التنفيذية أو ‏التشريعية. وهناك أمر آخر وهو أن التيار الوطني يحاول في الاشهر العشرة ‏الأخيرة وقبل الانتخابات النيابية أن يُحرج “حزب الله”.‏
وعن محاولات الإيقاع بين الرئيس بري و”الحزب” عبر القول إنّ “حزب الله” ‏مُحرج من مواقف بري، ذكّر أبو فاضل أنّ “هناك كلام لسماحة الامين العام لحزب ‏الله بأن الذي يتكلّم بإسم “الثنائي الشيعي” هو دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري ‏شخصيّاً”. ‏


وإعتبر أنّه “قد يكون هناك بعض الحقيقة في هذا الكلام، ولكن ليس هذا الكلام ‏الصحيح، فبرأي حزب الله أن المحقق العدلي يتّجه لاتهامه بانفجار مرفأ بيروت، ‏لذلك مسألة الوزراء لا تتعدّى برأيهم إذا كان هناك من تهمة قضيّة الإهمال الوظيفي ‏إذا كان هناك من إهمال، وليس إحتمال القتل القصدي، لكنّهم ليسوا المتهمين ‏الحقيقيين، بل بالنتيجة هناك وفق الرئيس بري محاولات من القاضي بيطار للنيل ‏من وزراء “أمل” ووزير “المردة” يوسف فنيانوس للنيل من الرئيس بري”. ‏


وتابع: “في المقابل، فإنّ “حزب الله” يخشى القاضي بيطار لأنه يعتبر أنه “يُركّب ‏له فيلم” وكل فريق من هؤلاء يعتبر أن القاضي يتصرف بإيعاز من أطراف ‏مختلفة، منهم من يقول “أميركي” والبعض يقول “الغرف السوداء” في القصر ‏الجمهوري ومنهم من يقول باسيل ومنهم من يقول السفارات، بالتالي فإنّ الصراخ ‏إنتخابي لشدّ العصب، وهناك تلهٍ كبير في هذه الأمور والناس همّها المأكل ‏والمشرب”. ‏


ومضى أبو فاضل قائلًا: “نحن أمام إنتخابات نيابية ورئاسية وما نشهده هو شدّ ‏عصب”، لافتاً الى أن “الشيعة سيقفلون دوائرهم ويحصلون على 27 نائب ‏كانتخابات 2018، وهذا ما لا يريده التيار الوطني الذي يسعى لتغيير قواعد اللعبة ‏مع “الثنائي الشيعي”، لكن “حزب الله” يرفض ذلك”.‏


كما إعتبر أنّ “السجالات ستشتد ولا جلسة لمجلس الوزراء في المدى المنظور، ولا ‏يمكن لأحد أن يدعو إلى جلسة إلاّ بالتنسيق مع “الثنائي الشيعي” أو من يمثّلون- ‏القصة منا لعبة – ونرى أن الرئيس ميقاتي هنا يحمي حكومته وينتظر فرصة معيّنة ‏لينقضّ عليها وينقذ حكومته”. ‏
وردّاً على سؤال أجاب أبو فاضل: “الرئيس عون لا يمضي المراسيم الجوّالة وقد ‏بدأ ينتقدها ومن الممكن أنْ تكون بداية لعدم توقيعه مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ‏لتطيير الانتخابات لأنها ليست في مصلحته ولمصلحة التيار الوطني الحر”. ‏


إلى ذلك، أشار أبو فاضل إلى أنّ “الرئيس عون يعيد الكلام ذاته عن التدقيق ‏الجنائي وهو يعلم أنّه بآخر سنة من عهده لا يمكن أن ينتهي التدقيق”، مؤكدا أن “لا ‏حلول داخلية إطلاقا، قد يصبح هناك حل عبر اتصال أو ايميل أو واتساب، هكذا ‏يحكم لبنان، وللأسف الشديد فإنّ كل الأفرقاء السياسيين في لبنان مرجعياتهم في ‏الخارج”. ‏

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى