مقالات

وداعاً لترميم العلاقات مع الخليج

جاء في “المركزية”:

فيما يحاول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جاهدا استثمار الفرصة التي شكّلها اجتماع جدة السبت الماضي بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، لفتح صفحة جديدة بين بيروت والرياض، تُعاكس المعطيات السياسية والميدانية، الرجل في مساعيه، ما يتهدد جديا البادرة الايجابية السعودية تجاه لبنان، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

ميقاتي شكر امس من مقر الجامعة العربية في القاهرة “الامين العام احمد ابو الغيط على جهده في جمع الكلمة العربية الواحدة وعلى دعمه الدائم للبنان حيث كان السباق في الاتصال لكي يكون الى جانب لبنان دائما”، مضيفا “أعلم تماما جهوده المستمرة لتقريب وجهات النظر بين لبنان والدول العربية لكي تتفهم الدول العربية موقف لبنان، وقد شكرته على جهده الدائم بهذا الصدد وتمنيت له التوفيق، ونحن كعرب نتطلع الى هذا المكان لكي يجمع جهودنا ولكي  نتصالح مع بعضنا البعض، لانه في النهاية لا يصح الا الصحيح وعلينا ان نكون جميعا يدا واحدة، ويد الله مع الجماعة”.

غير انه وفي مقابل هذه المواقف الجميلة العاطفية، التي كان يطلقها من مصر، في اتجاه العرب عموما والخليجيين خصوصا، تتابع المصادر، ميقاتي أعجز من توجيه دعوة الى مجلس الوزراء وغير قادر حتى الساعة، على فكّ الحصار الذي يفرضه حزب الله على الحكومة منذ اشهر، بل يكتفي بعقد اجتماعات وزارية تتخذ قرارات امنية واقتصادية “نظرية” لا ينتقل اي منها الى ارض الواقع. وهذا الأداء لا يساعد طبعا في تشجيع بن سلمان على اطلاق مسار “التطبيع” مع الدولة اللبنانية، وقد قال وزير خارجيته امس “نريد من لبنان افعالا لا اقوالا”، بل يعزز قناعة المملكة بكون بيروت خاضعة للحزب، الذي عاد ليُدان من سلطنة عمان ومن الامارات فقطر في اليومين الماضيين، خلال جولة قام بها “الامير الشاب” عليها.

وبينما حبر بيان جدة لم يجفّ بعد، واصداؤه تتردد في لبنان وفي دول مجلس التعاون، سيما لناحية ضرورة وقف الحزب نشاطه في اليمن، طالب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الحكومة والشعب اللبناني الشقيق باتخاذ موقف حاسم إزاء استمرار تدخل مليشيا حزب الله في الشأن اليمني، وتورطها في قصف المدن والقرى وقتل اليمنيين، وتوظيفها قدراتها ومقدرات الدولة اللبنانية لتقديم الدعم لمليشيا الحوثي الانقلابية في الجوانب السياسية والاعلامية والمالية والعسكرية”. وقد اتى موقفه بعد الاعلان عن مقتل الخبير والقيادي في الجناح العسكري لحزب الله اكرم السيد بقصف مدفعي للجيش الوطني في جبهة ام ريش في محافظة مأرب. وقد قال الارياني “لقي الارهابي اكرم السيد مصرعه إلى جانب القيادي في مليشيا الحوثي المدعو ابو أشرف الاسدي و8 من عناصر المليشيا، وتم إخلاء جثته على متن سيارة إسعاف إلى منطقة الجوبه، قبل أن يتم نقلها إلى محافظة صعدة، حيث يجري هناك دفن جثث العشرات من خبراء ومقاتلي ايران وحزب الله في سرية تامة”.

بعد هذه المعطيات المحلية والاقليمية، الا يصحّ القول ان حظوظ التطبيع اللبناني – الخليجي باتت صفرا، وان بادرة بن سلمان و”مجازفة” ماكرون، خنقتا في المهد، وان اي اصلاح للعلاقات لن يكون ممكنا قبل الانتخابات النيابية المقبلة؟

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى