علامات عدم احتساء جرعات كافية من المياه
كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
يتكوّن جسم الإنسان من نحو 60 في المئة من المياه، والتي تُعتبر بمثابة مادة بناء لكل خلية من الخلايا، إستناداً إلى «U.S. Geological Survey». إنّ شرب المياه مهمّ لكافة أجهزة الجسم، فذلك يساعد الطعام على التحرك عبر الجهاز الهضمي، ويدعم امتصاص العناصر الغذائية ونقلها إلى الخلايا، كما أنه أساسي للأداء البدني والعقلي، وينظّم درجة حرارة الجسم، وغيرها من الوظائف المهمّة. لكن ماذا يحدث عند التعرّض للجفاف؟
شدّدت اختصاصية التغذية، ليبي ميلز، والمتحدثة باسم «Academy of Nutrition and Dietetics» على أنه «لا غِنى عن الترطيب الجيّد والكامل للحفاظ على سلامة كافة وظائف الجسم». ولرصد الجفاف فوراً والإسراع إلى علاجه، عرضت ميلز في ما يلي أبرز علامات عدم شرب كمية كافية من المياه:
الشعور بالعطش
يُمثّل العطش إشارة الجسم الطبيعية الأولى إلى أنه يحتاج للمياه وقد دخل مرحلة الجفاف. فعندما تبدأ هذه الأخيرة، تصبح الإلكتروليت (أي المعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم) أكثر تركيزاً في مجرى الدم، ما يُرسل علامة العطش إلى الدماغ. كذلك ينخفض إنتاج اللعاب، ويبدأ الشعور بجفاف الفم.
عدم التبوّل كثيراً
مع ارتفاع تركيز الإلكتروليت في مجرى الدم، يوجه الدماغ الغدّة النخامية لإفراز الهورمون المضاد لإدرار البول، ما يدفع الكليتين إلى إفرار كمية أقل من المياه وعدم إنتاج الكثير من البول. بشكلٍ عام، وعند الترطيب الجيّد، يجب على الشخص التبوّل كل 3 ساعات، إستناداً إلى «National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases».
الفشل في اختبار البول
إنّ لون البول الطبيعي هو أصفر شاحب. أمّا إذا مال إلى اللون الأصفر الداكن، فهذا يعني حتماً أنّ الجسم يشكو من الجفاف وبالتالي يحتاج إلى ترطيب فوريّ.
معاناة الخمول
قد يشعر الإنسان بالكسل رغم حصوله على ما يكفي من النوم قبل ليلة، ولكن في الواقع يمكن لانخفاض الطاقة أن يرمز إلى الجفاف. وجدت دراسة نُشرت عام 2013 في «The British Journal of Nutrition» أنّ الحرمان من المياه الذي تَسبّب بجفافٍ خفيف قد رفع الارتباك والتعب وخفّض الوعي. غير أنّ شرب المياه قد تمكّن سريعاً من مساعدة المشاركين على الشعور بيقظة أكبر.
الإفراط في السناكات
عند الشعور برغبةٍ في الأكل، فإنّ شرب المياه لن يحلّ إطلاقاً مكان الطعام ولن يكون مُرضياً. غير أنّ الأشخاص وجدوا أنه عندما يبلغون مستويات جيّدة من الترطيب، فإنهم يستطيعون الشعور بالشبع لوقتٍ أطول بين الوجبات الغذائية. هناك أدلّة محدودة على أنّ شرب المياه يدعم خسارة الوزن، والتأثير الأقوى يكون عند استبدال المشروبات الغنيّة بالسعرات الحرارية بالمياه العادية. عند الشعور برغبةٍ مُلحّة وغير اعتيادية في تناول السناك، فإنّ الحصول على كوبٍ من المياه هو فكرة سديدة.
التعرّض لأوجاع الرأس
بحسب «National Headache Foundation»، يمكن للجفاف أن يُحفّز أوجاع الرأس والصداع النصفي. في حال التعرّض لهذه الحالات بانتظام ومعرفة أنه لا يتمّ شرب كمية كافية في المياه، فإنّ زيادة المياه المستهلكة يومياً تُعتبر من أهمّ العلاجات الطبيعية والفعّالة لأوجاع الرأس. واستناداً إلى بحثٍ صدر عام 2012 في «Family Practice»، فإنّ الترطيب قد لا يُزيل ألم الرأس تماماً، ولكنه يساعد على خفض الآثار السلبية للصداع النصفي على نوعية حياة الناس.
… وجفاف البشرة
تتألف البشرة من نحو 64 في المئة من المياه، والتي تُعتبر المُرطِّب الطبيعي لها. وفي حين أنّ الجلد المُرطَّب والصحّي يبدو جميلاً، إلّا أنه يعمل أيضاً كحاجز لحماية الجسم. قد تتمّ ملاحظة جفاف الجلد وخشونته عند التعرّض للجفاف، غير أنّ تعزيز جرعة المياه المستهلكة قد يساعد على تحسين صحّة البشرة ورطوبتها، وفق دراسة نُشرت عام 2015 في «Clinical, Cosmetic and Investigational Dermatology».
… وأيضاً الإمساك!
بحسب «Johns Hopkins Medicine»، يُعتبر نقص السوائل سبباً شائعاً للإمساك. إنّ الحصول على ما يكفي من المياه سيُسهّل عمليّة الهضم بأكملها. وبالإضافة إلى استهلاك مزيد من الألياف وممارسة الرياضة بانتظام، لا بدّ من التركيز على حصّة المياه لحركة أمعاءٍ أفضل.
ونصحت ميلز بـ«الحصول على ما بين 11 إلى 16 كوباً من المياه يومياً. غير أنّ الترطيب لا يتمّ فقط عن طريق شرب المياه، إذ إنّ نحو 20 في المئة من احتياجات المياه قد تأتي من المأكولات الغنيّة بالمياه كالخضار، والفاكهة، والحساء، واللبن. كذلك لا بدّ من الحرص على شرب المياه مع الوجبات الغذائية، واحتسائها خلال اليوم واصطحابها إلى كل مكان، والبحث عن السُبل التي تُعزّز الرغبة في شربها مثل نقع فيها مُنكّهات طبيعية كالفاكهة والنعناع، أو شربها مُثلّجة».