مقالات خاصة

اللبناني يستجير لماذا هذا الصمت الكبير … و إلى أين المسير والمصير ؟!


كتب الشيخ مظهر الحموي لموقع “قلم سياسي” :

لم تشهد الساحة اللبنانية من قبل مثل هذا الركود الذي إتسم به الشعب اللبناني ومثل هذا الشلل في الجانب المطلبي ومثل هذا الخواء الذي يسيطر على الأجواء العامة خلافا لما كانت عليه الساحة اللبنانية بتأجيج المطالب المحقة ، ما دفع المراقبين أن يتساءلوا عما آل إليه هذا الشعب في التعامل مع المستجدات التي تعصف بهذا الوطن في الأمور المعيشية والسياسية والإقتصادية والأمنية وغيرها ودون أي تحرك على من يمثلونه وهم يمنونه بأنهم يعملون لمصلحته وقد كذبوا بكل وقاحة وتجاهل للمطالب المحقة دون أن يحققوا أي تحرك فعال يهدد مصيرهم لأنهم مطمئنون بأن هذا الشعب اللبناني صامت كما لم نعهده من قبل ..؟.!
وطرحت في الآونة الأخيرة أسئلة عديدة عن سبب هذا الصمت والخضوع من الشعب لبعض الشخصيات النافذة الذين يتبادلون الأدوار ويستغلون المشاعر الطائفية ويوهمون الشعب بأنهم هم الأمناء على مصالح الطوائف ، الأمر الذي صدقه معظم اللبنانيين الذين سلّموا رقابهم لحفنة من المتاجرين بآلام الشعب الخانع الذي يعلم حقائق الأمر ولا يقدم أي مبادرة ترفع عنه الضغوطات المختلفة التي أصابته في وضعه الإقتصادي والمعيشي والإجتماعي .ولا نرى أي تحرك فعال يسترد الكرامة والعنفوان اللذين لطالما إمتاز بهما اللبناني عن سائر الشعوب الأخرى المغلوب على أمرها.
إن الساسة وقادة الأحزاب اليوم منشغلون بالتحضير للإنتخابات النيابية والتي أرى شخصيا أنها ستؤجل بحججٍ شتى لأن معظم الفئات أو الأحزاب أو الكتل النيابية ترى أنه لا مصلحة لها في إجراء الإنتخابات أو أنهم يريدون إنتخابات مفصلة على مقاس كل طائفة وحزب دون أن يتنازلوا عن إهتماماتهم الشخصية ومصالحهم الخاصة التي يؤمنها لهم قانون الإنتخاب المفصل على مقاسهم.
وكم ستؤلف لجان وتعقد إجتماعات لتعديل بعض مواد القانون الإنتخابي الأخير رقم : ٤٤ –  تاريخ  ١٧ – ٦ – ٢٠١٧ م (انتخاب أعضاء مجلس النواب)
والذي أعتبر أنه نافذ حكما وهو من إتفق الجميع من قبل على فشله في الإنتخابات الأخيرة بينما نرى أن بعض الجهات تؤيده ولا تريد تعديله وتعمل على تمريره رغم رفض الأكثرية له .
ترى كيف ستعالج هذه الحكومة ( إن إجتمعت ) هذه المشكلات الحساسة، وهي تطيح بآمال اللبنانيين الذين يرون أن القوى المتحكمة بالقرار غير مبالية بمطالب وحاجات الناس في هذا العهد الذي رفع من قبل شعارات كبيرة بأنه قرر التصدي للفساد والإهتمام بالأوضاع الإجتماعية والمعيشية ، وفشل في مطلبه  (هذا إن كان صادقا ) وبات رهين القوى المتنافرة التي تحاول إستغلال الفرص للإنقضاض على هذا الشعب وما تبقى من الوطن ،وتريد أن تدخل البلاد في مرحلة الفراغ التي لم ترهب أحدا منهم لأن الحرص على البلد هو آخر همّهم (ومن بعد حشيشي لا ينبت حشيش) .
إن هكذا شعب صامت مخدر يستحق مثل هؤلاء المطمئنين الى إستمرار سيطرتهم على مقدرات الدولة طالما أن هذا الشعب مستكين لمثل هؤلاء الذين يقبضون على القرار المصيري ويمننون أنفسهم بأن كراسيهم لن تهتز طالما أن هذا الشعب مخدر ومسلوب الإرادة.
(..إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡ … )

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى