مقالات خاصة

تقاطع ذهنيات الثورة مع القوى السياسية التقليدية

كتب جورج العاقوري على حسابه

كلما إبتعدنا عن 17 تشرين الاول 2019، كلما تكشّفت حقيقة معظم مجموعات الحراك وصحة تطابق طروحاتها مع ممارساتها. كذلك، كلما إقتربنا من صناديق الاقتراع، كلما ثبّت تشرذم من يدعون “الثورة” وتقاطع الذهنيات السياسية لدى بعضهم مع القوى التقليدية من حيث تفصيل المواقف على حجم المصالح وخلق المبررات لتشريع اي تحالفات.

خير مثال على ما تقدم ما تشهده عروس البقاع زحلة حيث تتمثل دائرة البقاع الأوسط بـ7 مقاعد تتوزع بين: 2 للروم الكاثوليك، 1 للموارنة، 1 للروم الأرثوذكس، 1 للأرمن الأرثوذكس، 1 للسنة و 1 للشيعة. كذلك، وفق لوائح الشطب للعام 2021 يبلغ عدد المسجلين 181153 يتوزّعون كالآتي: 94436 مسيحياً ( بينهم 30455 روم كاثوليك، 29280 موارنة) و 84328 مسلماً ( 53435 سنة، 29934 شيعة، 959 دروز) والمئات خارج اي قيد طائفي.

ففي المعلومات أن مشروع تحالف إنتخابي بين رمز “الإقطاع” ْ في زحلة أي آل سكاف وبين مجموعات “الثورة” الرافضة لأي تقارب مع الأحزاب التاريخية المعارضة موضوع على نار حامية وقطع اشواطاً في التفاوض. فـ”الكتلة الشعبية” الواجهة السياسية لآل سكاف تجسد الصورة المجمّلة عن الاقطاع السياسي ونموذجاً عن التوريث من النائب والوزير الراحل جوزف سكاف الى إبنه الراحل الياس سكاف الى ارملته ميريام جبران طوق التي تمهّد الطريق لإنتقال الزعامة الى احد ولديهما جوزف او جبران مع ارجحية الاول كونه البكر. كما ان الياس سكاف يشكل احد رموز الطبقة السياسية بعد الطائف التي تدعي “الثورة” محاربتها حيث خلف والده في النيابة منذ العام 1992 حتى العام 2009 وشارك في أكثر من حكومة.

وفي المعلومات انه أصبح شبه محسوم أن تترشح السيدة ميريام سكاف – التي يعرف عنها انها لا تتورّع عن مفاوضة الكل عند كل استحقاق انتخابي – في لائحة موحدة مع مجموعة “زحلة تنتفض” المنبثقة عن حراك “17 تشرين” والتي ستخوض المعركة بمرشح ارثوذكسي هو رئيس اللجنة التنفيذية للقاح عيد عازار ابن قب الياس والذي يأمل ان تكون جائحة كورونا التي أسهمت بتوزير الدكتور فراس ابيض جواز عبور له الى ساحة النجمة.

كما علم في هذا الصدد ان مسؤولة الماكينة الانتخابية في “نحو الوطن” د. شانتال سركيس زارت زحلة الاسبوع الماضي واجتمعت بسكاف ويعملان معاً بشكل مكثف لبلورة هذه اللائحة. مع الاشارة الى ان الامين العام لـ”الكتلة الوطنية” بيار عيسى إبن زحلة أحجم عن الترشح عن المقعد الكاثوليكي بعدما تأكد ان حظوظه بالفوز معدومة.

كذلك، فإن مساع مكثفة لضم يمنى الجميل ابنة الرئيس الشهيد بشير الجميل عن المقعد الماروني لكن المصادر تشير الى ان الامر مستبعد من قبلها.

أما بشأن المقعد الشيعي، فجرى البحث بامكان ترشّح الاعلامية ديما صادق – في تجربة شبيهة لترشيح الاعلامي النائب عقاب صقر عام 2009- إلا ان الاخيرة لم تسر بالامر بعد ان أجرت حساباتها.

في المقابل، هكذا لائحة برعاية “نحو الوطن” تقطع الطريق حكماً على إنضمام “الكتائب” اليها أو النائب ميشال ضاهر الذي يعتبر نفسه في صفوف المعارضة بعد إنسحابه من كتلة العهد وتركه “تكتل لبنان القوي” عقب “17 تشرين” خصوصاً ان ترشيح عازار عن المقعد الارثوذكسي يقطع الطريق على المرشح الارثوذكسي المحتمل لـ”الكتائب” رئيس اقليم زحلة السيد شارل سابا لوجود مقعد أرثوذكسي واحد. فيما في الاساس جمع سكاف مع “القوات اللبنانية” الكتلة المعارضة الاكبر في مجلس النواب من سابع المستحيلات وغير مطروح في الأساس.

في إنتخابات 2018، حين كان عدد المسجلين على لوائح الشطب 171166 الفاً وإقترع منهم 94082 ناخباً حصلت لائحة الكتلة الشعبية على 10885 صوتاً منها 6348 صوتاً لميريم سكاف وحصلت لائحة “كلنا وطني” على 1599 صوتاً والحاصل كان 13112 صوتاً مع التشديد على ان التحالف بين اللائحتين لا يعني جمع الاصوات لأن ثمة مرشحين سيخرجون من كليهما لتتم عملية الدمج وستخرج معهم اصواتهم.

بالطبع وحدها صناديق الاقتراع ستحدّد مدى إستقطاب “17 تشرين” لأصوات إضافية لكن بالتأكيد تحالفها مع الاقطاع السكافي الشريك لسنوات بالطبقة السياسية التي حكمت لبنان منذ “الطائف” ورفضها التحالف مع “القوات” و”الكتائب” سيفقدها مشروعيتها. فهل تتحرر من عقدة “تصنيف” المعارضين وإزدواجية المعايير أم تكون صورة مستنسخة عن نهج اهل السلطة بالتحالفات على “القطعة” وإنتخابياً لا وفق مشروع سياسي واضح؟!

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى