مقالات

خوف قوّاتي من تطيير الإنتخابات

كتبت مريم حرب في موقع mtv: 

هذه المرّة، لا حاجة للبحث بين السطور للتفسير. قالها رئيس الجمهورية ميشال عون: “سأغادر قصر بعبدا عند انتهاء ولايتي ولكن إذا قرّر مجلس النواب بقائي فسأبقى”. بين كلامه هذا وما سبقه عن أنّه لن يُسلّم الرئاسة الأولى إلى الفراغ، وكلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد “لبنان لا يُحكم بمنطق الأكثرية”، تبدو طبخة نيّات تطيير الانتخابات النيابية تُجهّز، بانتظار ما سيُقرره المجلس الدستوري في الطعن المقدّم من تكتل “لبنان القوي”.  

“الخشية من تطيير الانتخابات النيابية قائمة انطلاقاً من أنّ الفريق الآخر مأزوم شعبيّاً وانكشافه أمام الرأي العام بعد وصول المشروع الذي يحمله إلى نهايته” على حدّ تعبير مصدر في “القوات اللبنانية”. 
 يرى المصدر عينه، في حديثه إلى موقع mtv، أنّ كلام رعد يأتي في سياق تيئيس الشعب اللبناني وإحباطه ودعوته لعدم التوجه إلى صناديق الاقتراع، قائلاً: “هو انطلق من خسارته الانتخابات في وقت لم يكن مضطراً لهذا الموقف لو لم يكن مدركاً بأن المزاج الشعبي ضده وأنّ الناس ستختار أكثرية جديدة”.  
وفي هذا السياق، لفت المصدر إلى أنّ “تكتل “لبنان القوي” اعتمد في طعنه بالقانون الانتخابي على فذلكة نصاب المجلس النيابي لأنه لا يريد تصويت المغتربين لـ128 نائباً، خصوصاً أن مزاج الاغتراب ضدّ رئيس “التيار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل وضد فريقه السياسي”. 
وأردف: “باسيل يريد أن يحدّ من تأثير القوة الاغترابية في الداخل عبر حصر أصواتها بـ6 نواب”.  

وإذ حذّر المصدر من مغبة اللعب بمصير الانتخابات النيابية للتمديد للمجلس النيابي، أكّد أنّ “وطأة هذه الخطوة لن تكون سهلة فالناس التي خسرت كل شيء وصلت إلى نقطة لا يمكن أن تتسامح فيها مع التمديد للمجلس الحالي”. 
وأضاف: “الشعب لن يسكت وعلى هذا الفريق أن يختار بين خيارين: السيء، تقبّل نتائج الانتخابات التي لن تصّب لمصلحته، وبين الخيار الأسوأ وهو التمديد الذي سيكون شرارة لثورة شعبية لن تتوقف قبل تحقيق التغيير”. 

ومع استئناف مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا، وتخوّف البعض من ارتداداتها على الساحة الداخلية، أكان لفشلها وترجمة ذلك في اهتزازات أمنية أم لنجاحها والمقايضة على الملف اللبناني، يؤكّد المصدر “القواتي” أنّه “بمعزل عن نجاح مفاوضات فيينا أو فشلها ما يعنينا هو لبنان وقيام الدولة والدستور والسيادة الناجزة والسلاح الشرعي في يد الجيش والأجهزة الأمنية”. 
ولا ينفي المصدر أنّه لأمر جيّد حصول ارتياح على المستوى الأقليمي، إلاّ أنّه يشدّد على أنّ المشروع النضالي لقيام الدولة في لبنان مشروع جمهورية الانسان لم ولن يتبدّل تحت سقف تحييد لبنان خصوصاً بعد فشل المشروع الآخر الذي أوصل البلد إلى الانهيار والعزلة.  
 وعمّا قد تحمله الأيام والأسابيع المقبلة وكيف سيواجه حزب “القوات اللبنانية”، يردّ المصدر بالقول: “لا يمكن أن نستبق الأمور، “القوات” يواجه بالتراكم والثبات على أفكاره وما حصل في الانتخابات الطالبية خير دليل على الحضور القواتيّ القويّ وعلى مزاج الشباب بأن التغيير بحاجة إلى قوة تغيير ورافعة عبر حزب له تاريخ نضالي قادر على حمل عناوين التغيير، لا يرضخ أمام الترهيب ويحافظ على ثباته”.  

“لا نعرف ماذا يريد الفريق الآخر إنّما نعرف نحن ماذا نريد” ينهي المصدر. وبين ما يريده هذا الفريق أو ذاك، يبقى على كلّ مواطن أن يُفكّر بشكلٍ سليم، وألا يسمح لأيّ كان سلبه صوته في صناديق الاقتراع، فله وحده كلمة الحسم.  

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى