مقالات خاصة

اللبناني اليوم بين جحيم الوطن وذل الهجرة ؟

كتب الشيخ مظهر الحموي لموقع “قلم سياسي”

لقد بلغ السيل الزبى ولم يعد اللبنانيين قادرين على الإستمرار بهذه الأوضاع المأسوية التي حولت البلاد الى سجن كبير يعاني فيه اللبنانيون شتى أنواع العذاب والإضطهاد مما دفع عشرات العائلات والأشخاص الى الإقدام على مغادرة البلد الى بلاد الغربة عبر سماسرة وعدوهم بالمنِّ والسلوى الى البلاد الأوروبية ولكن الغَرَق كان مصيرهم والإذلال كان مصير بعضهم الآخر من الناجين على حدود تلك البلاد..
يقول المثل السائد ما أحوجك الى المر ؟ فأجاب : الوضع الأكثر مرارة منه.
وإذا كان للمهاجر السوري حجة عدم إستتباب الوضع الأمني في بلاده وتدمير معظم مدنه ، فليس من مبرر للبنانيين ان يلقوا بأنفسهم الى المصير المجهول والمستقبل المبهم ، ويهاجرون الى بلاد لا ينتسبون إليها ويتركون الفساد يسرح ويمرح في وطنهم لبنان .
وكم يحز بالنفس مشهد العائلات المرهقة من عناء الإبحار والسباحة بعد أن دُمرت مركباتهم وفقدوا النساء والأطفال …
وعلى الرغم من مخاطر تلك الرحلات البحرية والمهانة على تلك الحدود الأجنبية ، كان عشرات البائسين يقدمون على هذه المغامرة عبر مرفأ طرابلس متذرعين بالوضع الإجتماعي السيء ، غير آسفين على مغادرة بلد ليس فيه من كرامة لمواطنيه ولا فرص عمل. ويرتع فيه كبار اللصوص يتنافسون على سرقة المال العام ونهب خيرات البلاد نهارا جهارا ويسطون على العقود والمناقصات ، وينشرون الفساد في الدوائر والمؤسسات ولا من محاسب لهم او رادع يردعهم.
صحيح ان الأوضاع في لبنان كانت قد تجاوزت مآسيها كل حدود إلا أن المهاجرين قد تحملوا مشاق السفر هربا من جحيم هذا البلد بعد أن باعوا منازلهم وممتلكاتهم .
ولكن الى متى على اللبنانيين أن يصبروا وقد عانوا مرارة العيش ومآسي ضآلة الراتب الذي أصبح لا يساوي شيئا أمام جنون إرتفاع الدولار ،والغلاء الهستيري للمواد الغذائية والمحروقات وإنعدام فرص العمل ؟
بلد تتحكم في مقدراته مليشيا السلاح وتحوله الى مزرعة بل الى غابة لا قانون فيها ولا دستور .
بلد بلا رئيس لكل الشعب ، ومجلس نواب عاجز مُسير من القوى السياسية المحلية والخارجية ، وحكومة لا تجتمع تهددها تصرفات صبيانية بالشلل والإستقالة ، وأحزاب ومؤسسات أخرى مملة ليس لها أي فعالية في القضايا الأساسية.
بلد أحال شعبه الى لاجئين كان من الأحرى أن يبقوا في أرضهم يواجهون الفساد مع حراك يحتاج الى المزيد من المؤيدين عسى أن تنتصر قضيتهم في وجه لصوص المال العام وحيتانه ، ومحتكري مؤسساته ومشاريعه وعقوده ومناقصاته .
ترى هل قدر للبناني ان يكون مهانا في بلاده يجتر مرارة العيش فيما الأخبار تتوالى عن الفضائح المالية والسرقات التي تظهر في كل يوم ، مما يتطلب من المدعي العالم المالي الإستدعاء لكل المتورطين فيها؟
إضافة الى هذا وذاك يشعر المواطن اللبناني بأنه في وسط العاصفة التي تهز البلاد وتطيح بالطيبين فيما ترتع حفنة من المنتفعين يتناتشون الجبنة غير مبالين بأحوال اللبنانيين؟
فإلى متى يصبر اللبنانييون؟!

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى