فوائد اللبن وخصائص أبرز أنواعه
كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
إنّ اللبن متعدّد الأشكال ومن الشائع تقديمه مع الفاكهة الطازجة، والمكسّرات، والغرانولا على الفطور، أو استخدامه في الصلصات وتوابل السَلطات. ونظراً لتواجده بأنواع كثيرة، يتساءل العديد من الأشخاص عن الاختلافات بينها، وما إذا كان يُستحسن تفضيل نوع معيّن على حساب الآخر.
يحتوي اللبن على جرعات هائلة من المغذيات، بالإضافة إلى البروبيوتك الضرورية لأمعاءٍ صحّية. واستناداً إلى «Harvard T.H. Chan School of Public Health»، فإنّ اللاكتوز في اللبن يُفكَّك إلى حامض «Lactic» من قِبل البكتيريا، ما يعني أنّ بعض الأشخاص الذين يشكون من عدم تحمّل اللاكتوز سيتمكنون من هضم اللبن بكميات صغيرة.
وفي حين أنّ اللبن هو صحّي عموماً، إلّا أنّ المواد المُضافة، مثل السكّر، تستطيع رفع سعراته الحرارية وخفض قيمته الغذائية، وفق اختصاصية التغذية كلوديا تومبسون، من ولاية أريزونا الأميركية. لذلك دعت إلى قراءة المكوّنات جيداً قبل شراء منتجات اللبن، للتمكّن من بلوغ فوائده الصحّية التالية:
بناء عظام أقوى
إنّ منتجات الألبان، مثل اللبن، هي مصدر ممتاز للفيتامين D الذي يساعد على بناء عظام قويّة، بحسب «National Institutes of Health». وبما أنّ اللبن غنيّ بالكالسيوم والفيتامين D، يُنصح به أحياناً لكبار السنّ الذين يحتاجون للمساعدة على تعزيز كثافة عظامهم، إستناداً إلى جامعة «Tufts».
خفض خطر الضغط العالي
وجدت جامعة «Tufts» أنّ الأشخاص الذين يتناولون اللبن هم أكثر مَيلاً لبلوغ معدل ضغط دم أقلّ مقارنةً بالذين لا يحصلون على هذا الطعام. ومن المعلوم أنّ الضغط العالي هو من عوامل الخطر الرئيسة لأمراض القلب والأوعية الدموية.
محاربة الالتهاب
أظهرت الأبحاث أنّ منتجات الألبان تساعد على خفض الالتهاب، باستثناء الأشخاص الذين يشكون من الحساسية على حليب البقر، بحسب مراجعة عام 2017 لـ52 دراسة سريرسة في «Critical Reviews in Food Science and Nutrition». ولكن رغم ذلك، لم يتّضح لمؤلفي هذه المراجعة أي من المُركّبات الموجودة في منتجات الحليب تساعد على التصدّي للالتهاب، وأيّ منها قد يضرّ أكثر مما ينفع.
تحسين صحّة الأمعاء
إستناداً إلى «Harvard T.H. Chan School of Public Health»، فإنّ بعض السُلالات البكتيرية في اللبن قد يؤثر في خطر مجموعة أمراض تشمل متلازمة القولون العصبي، والسكّري من النوع الثاني، وداء كرون، والتهاب القولون التقرّحي. ورغم عدم وجود معلومات حاسمة عن تأثير بكتيريا الأمعاء، يبدو أنّ بكتيريا اللبن تُغيّر حتماً تركيب الأمعاء.
تأمين مغذّيات أساسية
يحتوي اللبن على مغذّيات أساسية تشمل الفيتامينين B2 وB12، ومعادن الكالسيوم، والزنك، والماغنيزيوم، والفوسفور، بالإضافة إلى جرعة عالية من البروتينات، وفق وزارة الزراعة الأميركية.
الحفاظ على وزنٍ صحّي
يبدو أنّ الأشخاص الذين يستهلكون أكثر من 3 حصص من اللبن في الأسبوع يستطيعون التحكّم في وزنهم بشكلٍ أفضل، رغم وجود متغيرات عديدة قد تساهم في هذه النتيجة، وفق جامعة «Tufts». ولقد توصّلت مراجعة عام 2014 في «American Journal of Clinical Nutrition» إلى أنّ الأشخاص الذين يتناولون مزيداً من اللبن اكتسبوا وزناً أقل مع مرور الوقت، كما كان لديهم زيادات أقل في محيط الخصر.
أحد مساوئه
ليست كل منتجات اللبن ممتازة. فبسبب الخيارات الكثيرة المُتاحة، من المهمّ قراءة غلاف المنتج بحذر، بما أنّ كثرة السكّر قد تفوق فوائد الطعام. قد يحتوي بعض اللبن على ما يزيد عن 25 غ من السكّر المُضاف في الحصّة، وفق «Harvard T.H. Chan School of Public Health». ومن المعلوم أنّ السكّر المُضاف يؤدي إلى استهلاك سعرات حرارية من دون إضافة مغذيات أساسية. إشارة إلى أنّ اللبن المصنوع تحديداً للأولاد أو الرضّع يحتوي غالباً على مزيد من السكّريات المضافة. لا بل أكثر من ذلك، فإنّ المنتجات الخالية من الدهون ستُضيف غالباً مزيداً من السكّر لتحسين المذاق.
وفي حين أنّ الفوائد المذكورة أعلاه تُطبّق عموماً على غالبية أنواع اللبن، لكن لا بدّ من تسليط الضوء على المنافع الصحّية لبعض الأشكال:
اللبن العادي
على غِرار الحليب، يحتوي اللبن العادي على نسبٍ مختلفة من الدهون، لذلك لا بدّ من قراءة الغلاف جيداً عند الاختيار بين منتجاته. إنه يُعتبر الخيار الأصحّ لِخلوّه من السكّر والنكهات المُضافة، كما أنه يمكن مزجه مع الفاكهة، وزبدة المكسّرات والغرانولا على الفطور، واستخدامه كبديلٍ صحّي في الوصفات التي يدخل المايونيز أو الكريما الحامضة فيها.
اللبن اليوناني
من أبرز خصائصه أنه يساعد على الشعور بالشبع لوقتٍ أطول، بفضل احتوائه على نحو 30 في المئة أكثر من البروتينات التي تضمن الشبع مقارنةً باللبن العادي. ناهيك عن أنّ اللبن اليوناني يتضمّن كميات أقلّ من مصل اللبن، واللاكتوز، والكالسيوم، والصوديوم، والسكّر مقارنةً بنظيره العدي. ووفق وزارة الزراعة الأميركية، إنّ حصّة واحدة من اللبن اليوناني تحتوي تقريباً على 40 ملغ من الصوديوم، أي نحو نصف الصوديوم في غالبية منتجات اللبن العادي.
لبن الماعز
عند المقارنة بين لبن الماعز ولبن البقر، فإنّ الأول قد ينفع الأشخاص الذين يعانون حساسية اللاكتوز. ومن أبرز ميزات حليب الماعز أنه يتضمّن كمية لاكتوز أقل في كل كوب، والتي تتناقص أكثر عند تحويله إلى لبن، ما يُسهّل عملية هضمه.