مقالات

جرّوهم من قصورهم وإبصقوا

كتب داني حداد في موقع mtv:

لو كان هذا الشعب حيّاً كما يدّعي، ولو لم يكن طائفيّاً، على عكس ما يعلن، لدخل الى قصور الحكّام وسحبهم الواحد تلو الآخر ورماهم في مستوعبات النفايات وخلّص البلد منهم.

كيف ينام هؤلاء بينما تعيش غالبيّة شعبهم في جوعٍ وقلقٍ ويأسٍ؟ ألا يخجلون من خلافاتهم التي تسبّب ألماً للناس وانهياراً للبلد؟ ألا يسمعون قصصاً تدمي القلوب؟ 
هل يعرفون، مثلاً، أنّ ربّ عائلة صُرف من عمله كان يدخل، مرّاتٍ عدّة في اليوم الواحد، الى سوبرماركت في المبنى الذي يقيم فيه، ليسرق في كلّ مرة “كمشةً” من الأرز يخفيه في جيبه ليجمع ما يساوي طبخةً تأكلها عائلته؟
الدولار بـ ٢٥ ألف ليرة. بعض الناس لا يجد ما يأكله. كلفة “تفويلة” البنزين أكبر من راتب كثيرين. قد يموت البعض من البرد في الشتاء بسبب العجز عن تأمين التدفئة…
ألا يحرّك في الحكّام ذلك كلّه شيئاً؟ ألا يشفقون؟ هل يديرون رؤوسهم عن الشاشات حين تعرض تقارير عن آلام الناس وسوء حال الاقتصاد؟ 
إنّ حجم سفالتكم ووقاحتكم وإجرامكم يذكّرنا بشخصيّاتٍ من التاريخ انتهى بعضها بالاغتيال أو الانتحار.
ما من شيءٍ يبرّر سلوككم. ما من تبريرٍ لعدم اجتماع الحكومة، ولعدم انكبابها ليلاً ونهاراً بحثاً عن حلول. 
إن كان رئيس الجمهوريّة عاجزاً، فليستقل. إن كان رئيس الحكومة غير قادر على جمع حكومته، فليرحل. ورئيس مجلس النواب يعطّل البلد من أجل نائبين في كتلته. وحزب الله يدفعنا الى الإقامة في الجحيم ويغيّر صورة البلد ويقضي على الكثير من قيمه.
ولسنا نحمّل حكّام اليوم المسؤوليّة وحدهم. ما يحصل تراكم. البلد بلا كهرباء يا مجرمين و”حراميي”. حكومات كثيرة متعاقبة كانت فاشلة برؤسائها ومعظم وزرائها. وبعض وزراء اليوم تافهين وفاشلين. ليس الحقّ عليهم بل على الزعماء الذين أتوا بهم. الحقّ على المجرمين الكبار الذين يدّعون الدفاع عن حقوق الطوائف ويهملون حقوق الناس.

لا حلّ لما نعيشه. الانتخابات النيابيّة، إن حصلت، لن تغيّر شيئاً. رئيس الجمهوريّة المقبل قد يكون أسوأ من الحالي. سيجلس في الحكومة المقبلة وزيرٌ ما ويضرب بيده على الطاولة، فيرضخ له الجميع. “كلّن يعني كلّن”. حين يأمر الحزب يتحوّل كثيرون الى “صيصان”.
الحلّ بدخول الناس الى قصور الحكّام وجرّهم الى الساحات ليبصق عليهم كلّ لبنانيٍّ جائع.
وإذا كان هذا المشهد لن يحصل، فعبثاً نتمسّك بأمل…

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى