مقالات خاصة

أمين بشير : لرفع الإحتلال الإيراني … وطنياً

كتب المحامي و المحلل السياسي الأستاذ أمين بشير لموقع “قلم سياسي”:


غداة الاحتفال بإستقلال لبنان ، يبدو اللبنانيون، وكأنهم لا يزالون مختلفين حول ماهية الكيان ، معناه ودوره، ومتنافسين حول استجلاب وصايات جديدة ومتباينين أي من الوصايات هي الأفضل والأقوى .
وربما هذا الواقع لا بل الأكيد انه قد فرضه واقع وصاية محتمة لم يستطع اللبنانيون الخروج منها أو عنها بحكم واقع السلاح المتمثل بهيمنة حزب الله على القرار السياسي لما تبقى من دولة وكيان .
لذلك نرى أن كل فريق من اللبنانيين اليوم يقرأ في كتابه الخاص، الطائفي- الحزبي- الزعاماتي- الشعبوي ، فيما الكتاب المشترك ، كتابُ الوثيقة والدستور ، لم يعد يجد قارئين فيه إلا ما قلَّ ونَدَر ، حتى من بين كاتبيه ورافعاته الأساسية ! فذهب فريق منهم الى خيار استنساخ تجربة حزب الله الطائفية ،هوية وممارسة، ظناً منهم انهم يستطيعون ان يرسموا الحدود الافتراضية على الأقل مع هذا الآخر لعدم قدرتهم على مواجهته والتصدي له ، ويضمنون حصتهم من النظام .
إلا أنهم فوجئوا بأن الحزب لم يترك لهم حتى هذه الحرية في التقوقع على الذات وإنشاء الفدرالية المالية المقنعة (كأن تذهب ضرائب منطقة معينة الى خدمات في هذه المنطقة )، فذهب بعيداً وجهارة بالمطالبة بوزارة المالية اَي عصب المال الذي يستطيع ان يشل أي وزارة وأي قرار يتخذ في الدولة .
وذهب فريق آخر الى الحديث عن استدراج عروض وصاية ما للوقوف بوجه وصاية إيران .
لذلك نرى ان الوصول الى الاستقلال المنشود
سوف يبقى عصياً في ظل استفحال احتلال القرار اللبناني الوطني من قبل الوصاية الايرانية التى تتمادى يوماً بعد يوم لتصبح احتلالاً كامل الأوصاف تضع لبنان ومقدراته في صلب البازار السياسي على طاولة المفاوضات مع الاميركي .
وفي انتظار ما ستؤول اليه هذه المفاوضات ومن اجل الحفاظ على المصلحة الوطنية العليا يجب ان ندرك جميعاً اننا محكومون بالتوافق والالتفاف حول دستورنا الذي عمد بدم مئة وعشرون الف قتيل ووافق عليه جميع اللبنانيون ولو على مضض من قسم منهم ولكنه أرسى أسس العيش المشترك، بوصفه أسلوبَ حياة اخترناه منذ تأسيس الكيان، على قاعدة العيش معاً متساوين ومختلفين: متساوين في حقوقنا والواجبات كمواطنين أفراد، ومختلفين – أي متنوّعين – في انتماءاتنا الدينية والثقافية كأفرادٍ وجماعات . علنا نستعيد المبادرة باستعادة السيادة والقرار الحر لنمضي نحو استقلال وطني حقيقي وناجز .

المحامي أمين بشير

كاتب ومحلل سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى