مقالات القُرّاء

رسالة إلى السياسيين اللبنانيين


فؤاد سمعان فريجي

الموضوع يتطلب مصارحة وعُري كامل في قول الحقيقة ، والتي قد تكون قاسية الى حدود التهور .


الأمور لم تعد تحتمل وما يشهده البلد منذ سنتين ونيف كشف عورات الإدارات والطاقم السياسي والأقتصادي والقضائي ، اعرف جيداً ان هذه الوراثات لم تكن وليدة اليوم هي تراكمات حكام منذ السبعينات حولوا الدولة الى غابة وشركة تجارية تناسب مصالحهم وعائلاتهم والحاشية والأزلام ، حتى باتت عرفاً الى ان وصلنا الى قمة الأنحدار الذي نعيشه اليوم ، والقادم من ويلات لم يبقى حجر عاى حجر من بنيان الهيكل والنسيج اللبناني .


السادة السياسيين
انتم أذكياء وجداً لقد قبضتم على اعناق الشعب بالخدمات والتوظيف العشوائي ورخص السلاح والتنفيعات والصفقات ورخص الزجاج الداكن وتوزيع الأموال واخراج الزعران والمهربين والمُزورين والقاتلين من السجون ، وقدمتم الحماية للموظفين الفاسدين والخارجين عن القانون وزرعتم خطاب الكراهية بين فئات لشعب اللبناني ، وحرضتم باسم المذهبية للمحافظة على حقوق طوائفكم .
هذه الحال ليست جديدة ، هذا الشعب يُرِيد هكذا والدلالة عليه عند كل استحقاق انتخابي نيابي قطعان من الناس تصطف امام مكاتبكم وسياراتكم ومنازلكم تهتف بالدم والروح ويحملونكم على اكتافهم في مشهد ( عيدي امين ) الرئيس الأوغندي ، وهذا يتكرر في كل المحطات .


السادة السياسيين
برافو عليكم هكذا شعب يلزمه هكذا حكام وهكذا إدارات ومدراء وموظفين ومصرفيين !!!
برافو عليكم لأن في لبنان ما زالت القاب معالي وسعادة تسحر عقول التحجر المتوارثة من العصور الوسطى اضف اليهم معلم وريس وبيك وBoss .
ولم تتركوا دولة إلا وتحالفتم معها وفتحتم المجال لها لتتدخل في شؤوننا ، والبلد بلا حكومة منذ سنتين !!


نجحتم وبأحتراف عندما حولتم امكنة الندوات الشعرية والقانونية والثقافية والتشريعية ، التي كان لبنان مصدراً ومرجعاً للشرق الأوسط وحتى العالم ، الى مسارح للشتائم والعمالة والكلام السخيف واسفاف الخطابات ، وحولتم بيروت التي سحرت الكون الى كومة من الخراب والحجارة بعدما كانت قبلة الأحرار وموطئ المضطهدين حتى بلغ سيل الزبى في مشاهد النفايات المتراكمة في شوارعها !!


السادة السياسيين
لستم انتم من يتحمل كل المسؤولية وبصدق اقولها ، الذي يتحمل ما وصلنا اليه هو الشعب الذي كان وما يزال يصفق لكم ويحميكم بالسر ، اما بالعلن فيتظاهر انه ضدكم ويطوف بالأحتجاجات مع المطبلين ، وعندما يسمع نشرات الأخبار ويشاهد ( معلمه ) يشتم قطاع الطرق والثوار ينقلب على التظاهرات والمتظاهرين !!
السادة السياسيين
اطمئنوا القطعان جاهزة للأنتخابات النيابية المقبلة ( إلا اذ تم التجديد لمجلس الدمى الحالي ) جهزوا دولاراتكم وصناديق الزيت والحليب والمعكرونة ، لتخديرهم واللعب بمصيرهم !!
اطمئنوا : هذا الشعب في سبات عميق عقله في ( النايت كلوب ) والجنس والمظاهر وعمليات التجميل ، ويتوسل معلمه للحصول على رقم سيارة مميز والأركيله والمنتجعات السياحية ، ومنهمك بالتفكير كل يوم كيف سيصطف من الواحدة فجراً امام ابواب المعاينة الميكانيكية ليلاقي مكاناً له ، وبعدها ينتظر امام محطات المحروقات ويدفع بخشيش للعامل الأجنبي كي يعبئ له خزان الوقود ، ثم يهرول الى السوبر ماركت ينتظر كيف سيفتعل اشكال مع اخيه المواطن للحصول على غالون زيت وكيس سكر !!!
اطمئنوا : الدولار على اعتاب ١٢٥٠٠ ليرة والحد الأدنى للأجور ٧٥٠ الف ليرة ، والمواطن يشتمكم في سره وعلى مواقع التواصل الأجتماعي ، وعزيمته لاتسمح له اكثر من ذلك لأنه مشغول بالثرثرة ونشرات الأخبار والبرامج السياسية التي تستضيفكم ، ويحلل على مزاجه وجهله بأن الأمور ستتحسن !!


وما لن نسامحكم عليه هو الجريمة الكبرى التي جعلت من رواتب الجيش وقوى الأمن الداخلي لا تُساوي مئة دولار ، وهؤلاء الرجال يقفون في مواجهة الموت ، من رأس النافورة حتى النهر الكبير .
الى اللقاء مع الخراب وليس هناك قتيل بريءمن جريمة قتله .

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى