سياسة

بو عاصي : التيار ليسوا غنماً إنما باسيل حقير

أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “موقوفي عين الرمانة ضحايا ظلم كبير يطالهم ومن غير المقبول ان نضع في كفتي الميزان مرتكباً وضحية وندعي أننا حققنا العدالة”، معتبراً أن ما يحصل اليوم هو “ظلم الدولة” على مواطنيها وتصرفها بشكل غير مطابق للمعايير القانونية المحلية والدولية.

وفي مقابلة مع SpotShot، اشار الى انه على تواصل دائم مع اهالي الموقوفين الذين زارهم في منازلهم، كما أن رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع يتابع وضعهم كل دقيقة الى جانب متابعة المحامين لملفاتهم والى الحركة السياسية المواكبة.ورداً على سؤال، أجاب: “لا استطيع أن اعد بشيء لأن الامر ليس بيدي بل بيد القضاء العسكري، ولكن اعد ان اقوم بكل ما بوسعي كي يكون القضاء العسكري عادلاً وانا على قناعة بأنه إن كان كذلك فسيعودون الى بيوتهم سريعاً”.كما سأل بو عاصي بعدما زار عائلات معتقلي عين الرمانة: “بأي حق مضى على الاعتقالات أكثر من 17 يوماً ولم يسمح للاهالي بلقاء ابنائهم؟! لا يجوز ان تتصرف الدولة وكأنها إختطفت مجموعة من الناس. هذه ليست بعدالة. نحن اليوم بأمس الحاجة لإعادة الثقة بالدولة وتحديداً بما له علاقة بالقضاء أكان عسكرياً أو مدنياً. التصرف القائم عبر احتجاز ابناء عين الرمانة منذ ايام من دون السماح لأهلهم أو محاميهم برؤيتهم لا يعيد الثقة بالقضاء. يجب التراجع عن ذلك واطلاق سراحهم أو معرفة التهم بحقهم، إن وجدت، وبدء المحاكمات العادلة وعمل فريق الدفاع. لا شيء بحق ابناء عين الرمانة وفق معطياتي. من بحقه شيء اكيد هو من هجم بالأسحلة والرشاشات والقاذفات الصاروخية، لا من وقف أمام منزله خوفاً من الاعتداء عليه بكرامته أو بممتلكاته أو بسلامته الشخصية. هنا أشير الى أن من بين الموقوفين شخصاً مصاب برصاصة في بطنه، عوض توقيف مطلق النار عليه”.

وردا على سؤال كيف تتابع “القوات” قضية الموقوفين، أجاب: “رهان القوات اللبنانية من الاساس على الدولة ولكن الدولة التي تتصرف بشكل سليم. ردة فعلنا على ما يحصل يبقى وفق منطق الدولة، اي تعيين محامين للشباب المعتقلين والتواصل بشكل دائم مع اهاليهم والمتابعة في السياسة لمعرفة هل من ضغوط تمارس في القضية حالت دون لقائهم باهاليهم ومحاميهم؟! إن تصرفنا بالهمجية التي غزوا عين الرمانة بها، نخدم الغزاة لا عين الرمانة ولا منطق الدولة”.بو عاصي نفى بشكل قاطع ما يروّج له بعضهم عن انتشار شباب القوات قبل ليلة من الحادثة على اسطح عين الرمانة واردف: “بالطبع كان هناك حذر كبير لدى الاهالي. نحن نتكل على الدولة التي حميناها واجهزتها في عز الحرب.

لكن ان وقع تجاوز والدولة لم تتدخل لا استطيع منع انسان من القلق على اهله وبيته. هذا دفاع مشروع عن الكرامة وعن النفس وعن الممتلكات. أجزم انه لم يكن هناك تحضير لخطة دفاعية عسكرية ولو كان ذلك قائماً لسقط عشرات القتلى وليس فقط 7. بالتأكيد كان هناك رد فعل عفوي وحذر مسبق لأن الاهالي ملوّعون من التجارب السابقة حيث كانوا يحاولون اقتحام عين الرمانة وافتعال المشاكل لما تحملها من رمزية ومن اجل ايقاظ مشاعر زمن الحرب.

لا دلالة وطنية لصرخة “شيعة، شيعة”

عما يحكى عن غض النظر من قبل القوات على مشاركة حركة امل في غزوة عين الرمانة، أوضح: “ليس مطروحاً مهاجمة احد كل الوقت ولا مهادنته كل الوقت، بل مهاجمة من يخطئ ومهادنة الجميع عند استقامة منطق بناء دولة. بما يتعلق بالهجوم على عين الرمانة، فهو حصل من قبل “حزب الله” وحركة “امل”. الاثنان دعيا للتظاهرة وخرقا سلميتها والاثنان مسؤولان بالتكافل والتضامن الى ان يثبت احدهما عدم مسؤوليته ولكن حتى الان الدلائل تثبت تورطهما”.

تابع: “اذكّر ان نصف سكان عين الرمانة من الطائفة الشيعية الكريمة ويعيشون في بيوتهم وبين اهلهم، اما صرخة “شيعة، شعية” فيستخدمونها كصرخة حرب وهي في غير زمانها ومكانها وغير مقبولة ولا دلالة ثقافية أو وطنية لها بل هي تحريض طائفي لجمهور ما للدخول في مشروع سياسي يستثمرونهم من خلاله ويدمرون البلد. ان مبنى الموسوي الذي تعرض للنيران بشكل كثيف، جميع سكانه من الشيعة وقد التجاوا مع صاحب المبنى الى منزل مسؤول قواتي واحتموا عنده بانتظار انتهاء الغزوة. هذه حقيقة علاقتنا مع الشيعة ولا اشكالية بتاتاً. حزن كبير انتابني حين هجر كثر من الشيعة عين الرمانة، فسارعنا الى التواصل مع معظمهم واكد الجار لجاره ان لا علاقة له بما حدث ومن الضروري العودة الى منزله. الحمد لله انهم عادوا وقد التقيت بقسم منهم وتفاعلنا سوياً.

أردف: “ان يتظاهروا سلمياً فحق لهم، أما ان يتظاهروا بالاسلحة الرشاشة والـB7 فحكماً لا يجوز وهم يتحملون مسؤولية ممارساتهم. اكرّر انه اذا ارسلوهم لقتل الناس فهم مجرمون وارسلوا مجرمين وان اعتبروهم شهداء فيؤكدون ما قلته عن مسؤوليتهم. الجريمة الفعلية هي تعمد اظهار حالة حرب بين الشياح وعين الرمانة وهذا غير صحيح، ومن يحاول اظهار ذلك فلأهداف تعنيه ولا تعنيني او تعني الشيعي”.

هذه اسباب زعامة سمير جعحع

عما إذا ظهّرت حوادث عين الرمانة سمير جعجع كالزعيم المسيحي الاول، قال: “لا اعلم ان كان هذا هو السبب، ولكنني اعتقد انه الزعيم المسيحي الاول واحد الزعماء اللبنانيين الاوائل لسبب اساسي انه لم يغيّر ثوابته وقناعاته ولم يخف او يتراجع او يساوم. لديه ثوابت وطنية متمسك بها من السيادة الى التعددية والديمقراطية وحماية المال العام، أما باقي الامور فقابلة للنقاش. هذه مرحلة مصيرية بحاجة لرجالات لديهم القدرة على المواجهة وتصور للمستقبل ومشروعية من الماضي وسمير جعجع على رأسهم”.

“التيار” ليسوا غنماً إنما باسيل حقير

ردا على سؤال، اجاب: “التيار الوطني الحر ليسوا غنماً بل لبنانيون اخذوا خيارهم في مرحلة معينة والديمقراطية تقتضي ان يقيّم المواطن خياره كل فترة فإما يثبته أو يغيره لصالح المصلحة العامة. اما بيان النائب جبران باسيل بشأن غزوة عين الرمانة، فيعكس حقارة الشخص والتي لا تعرف حدوداً”.

أضاف: “بالنسبة لباسيل، كل شيء مسموح من اجل تسجيل نقاط في لعبة السلطة. بالتالي، في لحظة كان فيها السلم الاهلي مهدداً ومناطق بأكملها لا تعلم مصيرها وجحافل تعيش افلاتاً تاماً من العقاب ومسلحة ومدربة ومهيكلة تقتحم وتجرح وتقتل ابناء عين الرمانة، كان كل تفكير باسيل في تسجيل نقاط انتخابية على حساب القوات. هذا ليس منطق رجال دولة بل منطق صغير وضيق يعكس تماماً اداء باسيل وما اوصلنا اليه أكان بالسياسة او بالوزارات التي استلمها وعلى رأسها الكهرباء والاتصالات والخارجية. صراحة لم اشهد نموذجاً في لبنان ينحدر الى هذا الدرك كما انحدر شخص جبران باسيل وانحدر مستوى العمل السياسي معه”.

عما يحكى عن اشتراط “التيار” ان تعتذر “القوات” من اهل الشياح عن حوادث 14 تشرين الاول كي يتضامن معها، اجاب: “المنطق الاعوج والرديء والسيئ اوصل التيار الى ما وصل اليه. في اي منطق يعتذر المعتدى عليه من المعتدي، فهل نشهد مثلا اعتذارا من فرنسا لالمانيا او من الهند لبريطانيا لانها احتلتها؟!! هذا منطق يعكس الغباء والحقد ولعبة سلطة. ليس همنا ارضاء باسيل وبالاساس من هو لنهتم بارضائه”.

حياة جعجع حكماً مهددة

رداً على سؤال، اكد بو عاصي ان حياة سمير جعجع حكماً مهددة، موضحاً: “حزب الله لم يحلم منذ تأسيسه على يد الحرس الثوري الايراني عام 1982 بالحصول على غطاء اكبر كتلة نيابية ووزارية مسيحية. اليوم لا مشكلة لدى التيار في اي شيء يؤذي مصالح لبنان إرضاء لحزب الله وللفوز بلعبة السلطة. هكذا هو “التيار الوطني الحر”، هكذا هو جبران باسيل وهكذا هو ميشال عون. اليوم نحن عشية الاستحقاق الانتخابي ويمكن اعادة خلط الاوراق. كابوس حزب الله ان تكون لدى القوات اكبر كتلة مسيحية وان يفقد العونيون الاكثرية المسيحية، حينها يصبح هناك توازن سياسي يفرض الندية في التعاطي. بإعتقادي ان الحزب مستعد ان يقتل كي لا يصل الى هذا السيناريو”.

وعما اذا كانت حياته الشخصية مهددة، يوضح بو عاصي: “تلقيت تحذيرات امنية ولكن بالمطلق حين نواجه مجموعة لديها القدرة على رصد ومتابعة شخص وتنفيذ الاغتيال والافلات من العقاب، يجب ان نعتبر انفسنا مهددين”.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى