مقالات خاصة

تعالوا إلى طاولة حوار بيننا

كتب الشيخ مظهر الحموي لموقع “قلم سياسي”

مع إشتداد الأزمات الأمنية والسياسية والإقتصادية والمعيشية في بلدنا لبنان وتعنت كل فريق بمواقفه وآرائه سيظل الأمل بإيجاد أي حلول لهذه المحنة مستعصيا وصعب المنال لإتساع هوة الخلاف وإزدياد الشرخ وإستمرار التباعد بين فرقاء الساحة ، وهو ما تعاني منه السياسة اللبنانية منذ فترة من الزمن، من خلال الأجواء المشحونة بالإحتراب والمشاحنات والمماحكات والتصاريح النارية المتبادلة بين السياسيين اللبنانيين . مما أسهم في توتير الأوضاع الداخلية وشحن النفوس بمشاعر القلق والتوجس من تداعيات هذه المواجهات العنيفة فيما بينهم ، وهو ما إنعكس في تداعياته على الحالة السياسية والأمنية والمعيشية …
خذوها بصدق وبصراحة وبواقعية ومن رهبة المسؤولية، إذا كنا نريد مصلحة لبنان اولاً فيجب علينا أن نعلم أن من أهم السبل التي تخرج بلدنا من حالته المتردية هو الحوار الصادق الشفاف بين الجميع ، لأنه أولى وسائل الحد من التباعد والتخاصم أو على الأقل التعرف الى مكنونات الآخر وآرائه وتصوراته للوقوف عليها ومحاولة إيجاد القواسم المشتركة للإنطلاق منها الى محاولات أخرى لهدم الجدار الفاصل وإذابة الجليد تمهيدا لتحقيق الهدف الأسمى الذي ينشده الجميع أماناً وإستقراراً وآمالاً مشتركة يتنازل خلاله كلا الفريقين عن بعض مواقفهم المتشنجة إسهاما منهما للوصول الى حلول ترضي الجميع ولمصحلة بلدنا لبنان أولا .
فالحوار هو أنجع السبل لتقريب المفاهيم المختلفة وتهدئة الإنفعالات ولتلمس مشاعر الآخرين وأحاسيسهم وتصوراتهم، وقد حض القرآن الكريم في العديد من آياته على الدعوة الى الحوار أو كلمة سواء ليعطينا المثال الحي على الطريق الواجب إتباعه في إشتداد الأزمات على إختلافها.
الحوار نعمة للإنسان وشرط لتحقيق إنسانيته وهو ما ميزه الله سبحانه وتعالى به عن سائر الكائنات التي خلقها ولم ينعم بهذا الدور إلا الإنسان والذي أكده رب العالمين في رسالاته وعلى لسان رسله وأنبيائه الذين إعتمدوا الحوار في تبليغ دعوتهم وليس بإسلوب آخر يرفضه الشرع الحنيف.
فعلينا أن نتحاور فيما بيننا فنحن شركاء في هذا الوطن ، وأسألكم أجيبوني من يقف بيننا وبين أن نجلس على طاولة حوار وكلمة سواء حتى نحقق العيش الآمن في هذا البلد والحياة السعيدة لوطننا لبنان دون غل أو حقد أو تآمر وبعيداً عن النوايا المغرضة والمبيتة ، وإلا فإن عيشنا سينقلب جحيماً كما نرى واقع الحال اليوم والآتي أعظم والعياذ بالله.
يجب أن يكون حوار بيننا ولا يجوز أن ينقطع مع أي إنسان وفريق مهما كان مشربه أو إنتماؤه إنطلاقا من قوله تعالى (… وَجَادِلۡهُم بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُۚ..) يعني إذا كانت هناك طريقة في الحوار حسنة وهناك طريقة أخرى أحسن منها فنحن مأمورون بسياق هذه الآية أن نأخذ بالتي هي أحسن أي بالحوار الحكيم والعاقل الذي يكتنفه الحب والود والإحترام والرغبة في مصلحة لبنان في الدرجة الأولى لكي يبقى بلدنا ويكون ويستمر.
فهل بادرنا الى عملية مراجعة ذاتية لنضع نصب أعيننا برنامج حوار شامل مع الجميع ، إنها تجربة هامة نستحق أن نخوضها بكل جدية ، ولم لا نبدأ بها الآن ؟ وخاصة في مثل هذه الظروف الحالكة بالذات والتي تهدد بلدنا ومستقبلنا ؟!

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى