نفى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، اليوم الثلاثاء، صحة التسجيلات المنسوبة إليه.ونشرت صحيفة “عكاظ”، تصريحات حصلت عليها لوزير الخارجية عبدالله بوحبيب، أدلى بها لمجموعة من الصحفيين على خلفية الأزمة الدبلوماسية الأخيرة مع المملكة، حاول التراجع عنها مطالباً إياهم بإخفائها وعدم نشرها، بعد أن نصحه مستشاروه بالتراجع الفوري عنها لئلا يثير المزيد من الغضب في الشارع اللبناني المحتقن على حكومته وسياستها وتخبط وزرائها، وسعى مكتب وزير الخارجية اللبناني لمنع انتشار التصريحات، وحاول استجداء الصحافيين الحاضرين في جلسة الوزير المحتقن بكل قوة لعدم نشرها. وأظهرت التسجيلات حقده على السعودية ودول الخليج، وفقاً لمصادر “عكاظ”، وانسجامه مع الدعايات المغرضة التي يروجها زعيم مليشيا حزب الله وأعوانه في طهران، وتناقض طرحه في الخفاء عما يظهر في العلن أمام اللبنانيين، وسعيه لشيطنة دول الخليج والتقليل منها، إذ بدأ حديثه بكل صفاقة وإساءة للتقليل من دول الخليج والتعدي على سيادتها، وإطلاق الاتهامات اللامسؤولة تجاه المملكة، على نحو يعكس توجهات نظام بلاده السياسي وفق رؤى الحزب الخاضع لوصاية إيرانية.الوزير الذي يأتي على رأس هرم الدبلوماسية اللبنانية، بدا منفعلاً من القرار الخليجي، وفقاً لمصادر “عكاظ”، وحاول اختزال الأزمة في تصريحات القرداحي التي يراها اختلافاً، حين عاد إلى تصريحات سلفه شربل وهبة مبرراً بقوله، “حتى عندما أقلنا وهبة لم تقدّر السعودية”، مضيفاً، “إذا كنا لا نستطيع أن نختلف ما بدي هيك أخوة، اليوم إذا أقالوا قرداحي ماذا سنحصد من المملكة؟ لا شيء. سيطلبون أموراً أكثر”. بل إن حديث الوزير بدا أكثر سذاجة، وفقاً لمصادر “عكاظ”، وهو يبرر تهريب المخدرات وتصديرها عبر بلاده إلى المملكة أن سوقها للمخدرات هو الدافع الرئيسي خلف التهريب، لا تجار المخدرات في بيروت وضواحيها!وخفف بوحبيب، وفقاً لمصادر “عكاظ”، من أهمية الدعم المالي الخليجي، معتبرا أن المساعدات المهمة كانت تأتي من الاتحاد الأوروبي، “أما مساعدات السعودية فهي ليست للدولة، بل أعطيت في الانتخابات وأعطيت مساعدات لهيئة الإغاثة بعد 2006 التي لا نعرف أين صرفت، لكن الدولة لم تأخذ منها شيئاً”.وتأكيداً على حديث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بأن الأزمة في لبنان وليست مع لبنان، أشار بوحبيب، وفقاً لمصادر “عكاظ”، إلى أنه حتى لو أقال رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة قرداحي، فسيدخلان في أزمة داخلية مع سليمان فرنجية.وانتقد بوحبيب سفير المملكة في لبنان وليد بخاري، وفقاً لمصادر “عكاظ”، لأنه لم يهاتفه عند اندلاع الأزمة الأخيرة، واتصل السفير بخاري بمستشار رئيس الجمهورية، متسائلا بحرقة “لماذا لا يتكلم معي؟”! الوزير الذي ألمح صراحة إلى مبدأ تكرر كثيرا في مضامين كلامه بأن «السعودية لم تقدّر ما فعلته بيروت»، تناسى المساعدات السعودية المليارية التي قدمتها الرياض على مدى عقود.وألمح الوزير ضمنياً، وفقاً لمصادر “عكاظ”، إلى ابتلاء بلاده بمرض حذرت منه السعودية مرارا وتكرارا (تنظيم حزب الله)، إذ قال، “المشكلة مع السعودية إذا أخوك مريض -في إشارة إلى أن لبنان مريض بحزب الله- لا يمكنك أن تقول لي كلمني عندما تُشفى. أنا لا أستطيع أن أُشفى ولا أستطيع علاج المرض”. ولم يتردد في التأكيد على أن حزب الله مشكلة في لبنان وللبنان، قائلاً، وفقاً لمصادر “عكاظ”، “الأميركان كانوا يضغطون بشدة خلال عهد ترمب وبوجود وزير الخارجية بومبيو، ويطلبون منا التخلص من حزب الله. إنما كيف يمكن التخلص؟ وقلت لهم مرة: ابعثوا 100 ألف مارينز وخلصونا”.واستجدى الوزير من الجانب السعودي الحوار، مؤكداً، وفقاً لمصادر “عكاظ”، أن “رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتمنى اتصالا من الرياض ليطير بسرعة، مهما كان جدوله، إلى عاصمة القرار العربي”.
