مقالات خاصة

البخاري و الأربعون حرامي 

كتب محمد صابونجي رئيس تحرير موقع قلم سياسي:


‏إن كان ما صرح به قرداحي الثغرة التي سرَّعت ساعة الصفر عبر قرار المملكة السعودية ومَن تلاها مِن الدول العربية سحب سفرائها من لبنان وطرد سفراء لبنان لخطوة وعملية سياسية جامعة تُنقِذ ‎لبنان وتقزم دور حزب الله وتمنع التمدد الإيراني وتجبر الساسة على إتخاذ قرارات حازمة بعيداً عن التحالفات الإنتخابية والمصالح الخاصة الضيقة ، فهي خطوة ذكية ومرحب بها إذ أن الساسة في لبنان لا يستيقيمون إلا بالعصا …
أما ماذا إن لم تكن كذلك؟
ماذا لو كانت تمهيداً لضربة عسكرية على لبنان بقرار دولي بظِل وحُجةِ عدم وجودِ دعم عربي مؤثر  ومقاطعة على الصعيد الديبلوماسي بل ورفضٌ للعهد وحكومته في لبنان كما عدم وجود تمثيلٍ لهم  لإستئصال وإنهاء ذراع إيران في لبنان عسكرياً وهذا لا يكون إلا بقرار  ؟ 
أو ماذا لو كانت صفقةً لتسليم لبنان لإيران لتتمدد فيه لقاء مكاسِب دولية تتخطى الجغرافيا اللبنانية في ظِل عهد ماروني هش وحكومة سنية مترهلة مُسَيّرة  كالحالية  لا قدرة لها إلا على الصلاة والدعاء وإعطاء الأمل كإبر بنج للبنانيين وتنفيذ الأوامر المعطاة  ؟
وبالرغم من أن الإفتراضَين الثاني والثالث مستبعدان حتى الآن على الأقل  إذ أن حزب الله اليوم هو حامي حدود إسرائيل ولن تجد أمريكا كما إسرائيل حامٍ أفضل منه يهدد أمينه العام ويتوعد بُعيد كل خطاب بالتحرير ولكن بعد أن يلف الكوكب أولاً من بغداد الى الصينِ وهو الداري بأن إسرائيل لا تريد السلام بل تريد وجوده لتستطيع أن تكون القوة الفعلية الأولى عسكرياً في المنطقة .
يبقى لدينا الفرضية الأولى والتي ظهرت قُبيل مغادرة السفير البخاري وإرساله رسالة مؤلمة لا تخلو من الإهانة الديبلوماسية المقصودة عبر إبلاغه جعجع فقط بقرار المملكة ووداعه دون الجميع  ما جعل للرسالة معنيَين :
أولهما : أن جعجع هو المُعتَمَد رسمياً فلا يُبَلَّغُ عادةً إلا رئيس الدولة أو على الأقل وزير الخارجية على الصعيد الرسمي بحدث كالذي حصل وبذلك أظهر البخاري موقف المملكة بعدم إعترافها بشرعية الجميع إلا جعجع .
وثانيهما : أن المملكة ومَن ساندها من الدول العربية لن تعود إلى لبنان ما لم يتغير العهد وما لم تتكون دولة مؤسسات فعلية لا يتقاسم المساعدات الآتية إليها القيّمون عليها .
دولة مؤسسات بتمثيل ماروني قوي يعيد للمسيحيين قيمتهم التي أزهقها عون وسني قوي عبر رئيس فاعِل لا يتنازل ، وشيعي عقلاني لا يستقوي بالسلاح ويُبرِزُ مثقفيه المهمشين لا أسلحته . 
دولة لا يُرأسُ فيها علي بابا ولا يُوَزَّرُ الأربعون حرامي ولا يحكمها بالسلاح من يوالي دولة أُخرى .
وتبقى رسالة البخاري غير جلية
وتبقى عثرة قرداحي معروفة الأصل وليست بجديدة مواقفه وعلاقاته ، ولم تكن تستحق كل هذا الموقف فوهاب إسترسل أكثر وبكثير ولم نرى ما نراه .
وتبقى خطوة الحل مما جرى ضمن التكهنات التي سيشهدها اللبنانيون قريباً .

محمد طه صابونجي

مؤسس قناة شركة (SPI) للإنتاج الإعلامي ناشر ورئيس تحرير موقع (قلم سياسي)و(مجلة العناوين) مقدم ومُعِد برنامج شطرنج آرائي تعنيني ولا تُلزِمك فإما أن تقرأ وتناقش مع مراعاة أدب النقاش البناء أو لا تعلق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى