مقالات خاصة

المطلوب اليوم من المسؤولين تدارك الإنهيار الكبير


كتب الشيخ مظهر الحموي لموقع “قلم سياسي”

أفكار كثيرة تتزاحم أمام مخيلتنا طوال الفترة الماضية، وهموم الشعب اللبناني أكثر من أن تحصى تتنافس في حدتها وخطورتها ، وقضايا عديدة تزدحم بها وكالات الأنباء ووسائل الإعلام والإنترنت تتصارع في وجدان المواطن اللبناني الذي تلتبس عليه أحيانا الأولويات ، فلم يعد في وسعه التركيز على الجبهة التي يريد أن يتصدى لها وما أكثر هذه الجبهات الإقتصادية والمعيشية والأمنية والسياسية وغيرها…
في الأشهر التي مضت وربما في الأشهر المقبلة أيضا ، لا تزال عدة عناوين ضخمة وبارزة تتسابق لتتصدر إهتمامات المواطن اللبناني دون أي بارقة أمل في إيجاد الحلول لها على المدى المنظور على الأقل ، سيما وأن لكل من هذه الهواجس أسبابها ومنطلقاتها وعواملها ومؤثراتها ومعوقاتها الذاتية والموضوعية.
وإن من أهم المشكلات التي يعاني منها المواطن اللبناني اليوم هي قضية هامة وخطيرة ، والتي بدأت تذر بقرنيها منذ مدة ويستفحل خطرها يوما بعد يوم مما لم يعد من الجائز تجاهله والإنصراف عنه وتأجيله.
إنه الوضع المعيشي المتأزم ، والركود العام الذي تفشى في أنحاء الوطن ، وأطاح باللبنانيين منذراً ببروز أخطر المشكلات الإجتماعية في تاريخ لبنان إن لم يتم تدارك هذا الوضع بصورة عاجلة.
وحيثما تلفَتّ تطالعك الوجوه الكئيبة والشكاوى المرة من سوء الحال وضيق ذات اليد والغلا المستفحل والمستقبل المبهم الذي تتسائل عنه أسرنا وعائلاتنا.
..أسعار المحروقات الهستيرية المتصاعدة يوما بعد يوم ، سعر الدولار الجنوني الذي قفز فوق العشرين ألف ،هجرة المواطنين بمئات الآف ، تجارة كاسدة ومحلات خاوية من الزبائن ، أو انها أغلقت بسبب خسارتها ، ومؤسسات تصرف عمالها وشركات كبرى تعلن إفلاسها ، وإنعدام فرص العمل ، وشباب يتابعون دراستهم بلا هدف ، وفتيان يتسربون من المدارس يتنزهون في الأزقة لأن المستقبل مجهول ، وخريجو المهنيات لا يعرفون ماذا يمتهنون ، وموظفون يستدينون منذ اليوم الثاني من كل شهر ولا يعلمون كيف يسددون ، وحرفيون تتكدس بضاعتهم بدون تصريف وإذا ارادوا أن يبيعوها فهي بأقل من سعر التكلفة ، وفقراء المرضى عاجزون عن الطبابة والإستشفاء وشراء الدواء المفقود ، وأولياء الطلاب حائرون في مستقبل أولادهم ، وربات منازل لا تجد بين يديها ثمن طبخة اليوم ، وفتيات تجاوزن سن الزواج ، أو طالت خطبتهن دون أي أمل بتأثيث منزل فضلاً عن إيجاده وهل نتحدث عن المزيد من المشاهد المؤسفة…
إنها فعلا أزمات حادة ومريرة ، القت بظلالها الكئيبة على عيالنا وأهلنا ورجالنا ، وإنفجرت داخل الجدران الأربعة مزيد من الهموم التي لا يعلمها سوى الله ويحاذر أصحابها أن تخرج للملأ حياءً وحرصاً على ما تبقى من كرامة الإنسان.
المطلوب اليوم من الدولة الكثير ، ونرجو لها أن تكون جاهزة للتحدي …
مطلوب من المسؤولين تأمين الأمن كاملا غير مجزوء ،وحصر كافة السلاح بيد الدولة فقط، فالمواطن قد سئم العيش في أتون الفوضى ونار الخوف  من السلاح المتفلت ومن المصير المجهول ، ومن الطبيعي أن يطمئن المواطن أكثر وأكثر الى مصير نفسه وعرضه وماله وأرضه.
ثم المطلوب من الدولة أيضا الإستنفار العام لمواجهة الحالة الإقتصادية والمعيشية المتردية، وقد باتت الغالبية العظمى من المواطنين يقبلون بخبزهم كفاية يومهم لانهم لم يعودوا يشبعون الخبز ، والدولة تعلم ما يؤول إليه الوضع العام عندما تصرخ البطون الجائعة…
المطلوب اليوم من المسؤولين كثير وكثير .. والدولة بكل إختصاصاتها يجب ان تعلم أن المسؤولية أمانة ، وأن الناس ينتظرون عودة الروح إليهم لتعود كرامة الإنسان في لبنان والحياة السعيدة…
وقل إعملوا فسيرى الله عملكم …

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى