مقالات خاصة

خلاصة حملات الممانعة الإعلامية: دعونا نقتلكم بهدوء !

كتب أحمد أيوبي لموقع قلم سياسي

غزوة عين الرمانة” نموذجاً لإنتاج مصطلحات التضليل والإذلال وإخفاء الحقائق

“حكمة الثنائي الشيعي” من أوقح تعبيرات قلب الوقائع

إخفاء مئات المسلحين الظاهرين وإدانة القوات بدون أي دليل

في السطور الآتية تقديم للمقاربات الإعلامية واستخراج لأهم المصطلحات والتعابير السياسية التي أنتجها “مقلع” الصّخَب الإعلامي المرافق لـ”غزوة عين الرمانة” الفاشلة، وتصبّ كلّها في خانة تدجين الرأي العام وتضليل الناس ومحاولة اختطاف وعيهم نحو مساحات الاستسلام للرواية غير المنطقية التي يقدّمها “الثنائي الشيعي” في سياق طمس حجم الجريمة الأصلية التي ارتكبها مسلحوه ضدّ من يفترض أنّهم جيرانهم في الإقامة والوطن.

في المشهد الإعلامي: أين يذهب إعلام الممانعة بمئات المسلحين؟

يصرّ “حزب الله” وحركة أمل على اتهام القوات اللبنانية باستخدام السلاح بمواجهة الحملة التي شنّها مسلحوهما على عين الرمانة، ومع استعراض المشهد الإعلامي الواسع نجد وسائل التواصل الاجتماعي تسجّل وتوثـّق تفاصيل غزوة الثنائي الشيعي لمنطقة سكنية آمنة، وفيها مئات المسلحين الذين استعرضوا قواهم وسجّلوا لحظات استخدامهم للقاذفات ضدّ المدنيين، بينما لا توجد صورة واحدة لمسلح ينتمي إلى القوات اللبنانية.

رغم هذا التفاوت الظاهر والواضح، يريد “حزب الله” البناء على عدوانه على عين الرمانة ليطالب بحلّ حزب القوات اللبنانية ويضعه شرطاً لبقاء الحكومة، وهذا ذروة الفجور السياسي والأمني، الذي يؤدّي إلى رفع العدد الأكبر من اللبنانيين “البطاقة الحمراء” في وجه الحزب بأنّه لم يعد ممكنا التعايش مع السلاح وسطوته على الحياة العامة.

والملاحظ أنّ الحزب يواصل حملة مسعورة لاتهام القوات اللبنانية بالمسؤولية عن مصرع المنتسبين إليه وإلى حركة أمل وأطلق عليهم صفة “الشهداء المظلومين” المسلحين، بينما تؤكّد الوقائع أنّ الذين أصيبوا سقط أكثرهم وهم يهمّون بإطلاق القذائف على المباني السكنية، أو خلال إطلاق النار، وهذا ما يظهر في المقاطع المصورة، وجاء هذا الاتهام على لسان رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين، ولاكته ألسنة عدد من أبوابقه الذين لم يملكوا أدلة سوى حشو أسماع الرأي العام بهذا النوع من الادعاءات.

كمين مكشوف: أين الأجهزة الأمنية؟

ــ ذهب بعض هؤلاء إلى حدّ اتهام القوات بالتحضير لما أسموه “الكمين” وأوردوا قصصاً عن علمهم بانتشار القناصة ليل الأربعاء وبوجود خطوط الإمداد والدعم لهم، ولا أحد يعلم لماذا علم “حزب الله” بكلّ هذا ولم يحرِّك ساكناً، ولم يضع هذه المعلومات أمام الأجهزة الأمنية للتحرّك وإجهاض هذه “المؤامرة”؟

التعمية عن المجرمين

اعتمد الكثير من السياسيين والمعلقين عبارة:”بغضّ النظر عن المصيب أو المخطئ في ما جرى”، وفي هذا تعمية واضحة وقفز عن ضرورة تحديد المسؤول عن إشعال الفتنة، وإلاّ كيف يمكن تقديم استنتاج صحيح إذا كان الأساس قائماً على تجهيل المذنب وإتاحة تحويل الضحية إلى جلاّد؟

كيف يمكن توصيف المسلحين مطلقي القذائف؟

جميع الذين قُتلوا في الاشتباكات التي حصلت مقاتلون معروفون، تجمّع حولهم “جمهور” يطلق الرصاص ويصيح تشجيعاً على توجيه القاذفات التي يحملونها وإطلاقها على عين الرمانة وفرن الشباك.. وتكشف صفحات التواصل الاجتماعي أنّهم قاتلوا في سوريا ويحتلون مواقع ذات طابع عسكري – أمني في “حزب الله” وحركة أمل.

وهنا يبرز السؤال القانوني والأخلاقي:

كيف يمكن وصف مسلّح يحمل قاذفة “آربي جي” ليطلق قذيفتها على المباني السكنية ويُقتل في هذه الحال؟ هل يمكن وصفه بالشهيد وكيف يمكن التعاطي مع خروجٍ بائن على القانون على أنّه عمل “شرعي”؟!

إطلاق القذائف “في الهواء” جريمة

وفي هذا السياق لا يمكن أن نـُغل ما اعتبره وزير الداخلية بسام مولوي إطلاقاً للقذائف في الهواء للتخفيف من وطأة هذا المشهد، ليقع الوزير في إشكاليتين:

ــ أنّ هذه القذائف استهدف تفعلا المباني السكنية.

ــ أنّ إطلاق القذائف في الهواء جرم يقاقب عليه القانون.

التهوين من العدوان على المدنيين

قال بعض المتفيهقين في السياسة:”إنّ الاستفزاز لا يبرّر القتل”، ولا ندري هل اقتحام المنازل وتحطيم السيارات وتهديد الأرواح والاعتداء على الناس في أحيائهم هو مجرّد استفزاز؟؟؟

ماذا لو جاء هؤلاء الهمج إلى بيوت هؤلاء الفلاسفة، هل كانوا سيعتبرون الاعتداء على حرماتهم مجرّد استفزاز، ويقدّموا للمعتدين الشاي والقهوة؟

هذا التنظير البشع الذي ليس له وظيفة سوى تسويق العدوان وتدجين الناس وإلغاء الكرامات، ليس سوى وجه من الوجوه القبيحة التي باتت تطفو على سطح مستنقع الممانعة في زمن الخضوع البائس.

“حكمة الثنائي الشيعي”!

إلاّ أنّ من أوقح ما أنتجته الآلة الإعلامية الممانعة وجاراها فيه الكثير من الساسة والإعلاميين، الحديث عن حكمة هذا الثنائي.

السؤال: أين كانت هذه الحكمة عندما أرسل الحزبان مئات المسلّحين بقرار سياسي وأمني واضح إلى شوارع عين الرمانة، وأين هي الحكمة في التهديد بفرط الحكومة إذا لم ترضخ لضغطه بمخالفة الدستور والتدخل لعزل القاضي البيطار؟

هل أصبحت الحكمة تتضمّن استخدام السلاح في وجه الشركاء في الوطن وتهديد المواقع الدستورية ورهن الحكومة لإرادة قرصان يختطف البلد ويهدّد بقتل أبنائه إذا لم يستجيبوا لنزواته الإجرامية.

وهنا نسأل أيضاً: أين هو كظم الغيظ وضبط النفس في دفع المئات من المسلحين ضدّ شركاء الوطن؟

خلاصة المشهد: دعونا نقتلكم بهدوء!

أنّ الثنائي الشيعي يريد البطش بخصومه ويريد في الوقت نفسه أن يدجّن الخطاب والمصطلحات لمحو حقيقة لا يمكن لأحد شطبها، وهي أنّ سلاح هذا الثنائي هو الذي اجتاح منطقة آمنة، وما تستميت آلة الممانعة في فعله الآن هو تحويل الضحية إلى جلاّد، وتحويل الجلاّد إلى ضحية، لتصل الرسالة للجميع: دعونا نقتلكم بهدوء!

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى