مقالات خاصة

في ذكرى مولد الحبيب محمد ﷺ .. هل رسول الله أسوة لنا حقاً ؟


بقلم الشيخ مظهر الحموي

حري بنا ونحن نحتفل بذكرى عزيز علينا أن نكون من المحبين له والمقدرين لشمائله وصفاته فكيف إذا كانت ذكرى مولد النبي المصطفى ﷺ
إن هذه المناسبة الطيبة تحدونا الى أن يكون الرسول الكريم أسوة لنا وقدوة وإلا فإن الإحتفاء به سيبقى منقوصا إن لم نقل انه لا يؤدي الغاية المرجوة منه
وينبغي ألا ننتظر مناسبة أو ذكرى حتى نعمم حب الرسول العظيم في نفوسنا وفي نفوس عائلاتنا وأولادنا بل أن يكون ديدن سيرتنا غرس الشمائل النبوية ومحبته كما أمرنا يقول الله عز وجل (قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ)
وإن هذه المنزلة الرفيعة نابعة من حمله رسالة هذا الدين العظيم آخر الأديان التي ختمت بالإسلام ، وهو آخر الأنبياء وقد لفتنا عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف ( لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ. )
هو قدوتنا في الأخلاق والمعاملة مع الأهل والأقرباء والجوار والمؤمنين وغير المؤمنين ،  وإن علامات محبتنا تظهر في الإقتداء به وإتباع سنته وإمتثال أوامره وإجتناب نواهيه والتأدب بآدابه.
هو قدوتنا في تلمس العبر والمعاني من سيرته وصبره على الجاحدين وتحمله الأذى حتى يحقق الرسالة التي حملها رحمةً للعالمين ، فوجبت علينا طاعته ، وقد امر بذلك سبحانه وتعالى حيث قال : (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِی ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَـٰزَعۡتُمۡ فِی شَیۡءࣲ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلآخِرِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ خَیۡرࣱ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِیلًا)
هذا ما ينبغي أن نتمثله بصورة دائمة وليس بيوم بعينه، وليكن هذا اليوم مميزا عن سائر أيام الذكرى فنحرص على أن نروي شمائل النبي العظيم وأخلاقه بدل إطلاق المفرقعات ولتكن الساعة الاولى في مدارسنا بهذه المناسبة رحلة مع سجايا وحلم وأدب النبي الكريم ، لأن ما ينقصنا فعلا هو التحلي بالآداب النبوية في معاملاتنا بين بعضنا بعضا وفي كيفية التخاطب والكلام بالبعد عن الفظاظة والإستعلاء لنؤكد أن المؤمن يألف ويؤلف.
أجل إننا في حاجة الى التأسي به لا أن ندعي حبه ثم نخالفه ونشوه إنتسابنا الى هذا الدين العظيم .
ألا نرى أن كثيرا من المؤمنين الذين لا تظهر على لحياهم علامات الحب والإقتداء والتأسي لأن حوارهم إستعلاء، يخاصمون بدل أن تتسع قلوبهم للآخرين ، ويصدرون الأحكام المسبقة لكأنهم هم وحدهم في سفينة النجاة وما عداهم يستحقون عذاب جهنم والعياذ بالله، إنها الإزدواجية في المفاهيم أو قل إنه إنفصام بالشخصية عندما يتلو كتاب الله ويطالع سيرة رسوله ثم لا يعمل بالآيات القرآنية ولا بالأحاديث الشريفة ولكأن القرآن الكريم والأحاديث النبوية منعزلات عن حياتنا اليومية.
ألا فليكن منهج النبيﷺ سبل حياتنا ، بمعاملاته ومعشره وشمائله وسجاياه وأدبه الجم وصبره وحنوه ورحمته حتى نستحق شرف الإلتزام به ( لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ لِّمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلۡیَوۡمَ ٱلۡآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا)
وهذا ما يجب أن نستذكره دائما حتى نستعيد صفاؤنا وإستقرارنا وعزتنا.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى