سياسة

إشتباكات بيروت توقظ شبح الحرب الأهلية

جاء في القبس:

قُتل ستة أشخاص وأُصيب ثلاثون على الأقل بجروح، أمس، في اشتباكات مسلحة تخللها تبادل لإطلاق النار والقذائف الصاروخية، تزامناً مع تظاهرة لمناصري حزب الله وحركة أمل ضد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، طارق بيطار، في تصعيد يُنذر بإدخال البلاد في أزمة جديدة.

وتحولت مستديرة الطيونة، على بعد عشرات الأمتار من قصر العدل، حيث مكتب بيطار، إلى ساحة حرب شهدت إطلاق رصاص كثيف وقذائف ثقيلة وانتشار قناصة على أسطح أبنية، رغم حضور وحدات الجيش وتنفيذها انتشاراً سريعاً في المنطقة، التي تُعد من خطوط التماس السابقة خلال الحرب الأهلية (1975 ـــ 1990).

الأحداث المؤلمة أنعشت ذكريات أليمة لدى الكثيرين، وأفرزت مشاهد مأساوية: طلقات نارية تخترق واجهات الأبنية، وقناصة يطلقون الرصاص عشوائياً، وقتلى وجرحى يسقطون تباعاً، وسكان محاصرون داخل منازلهم.

وأعلن الجيش اللبناني أنه «أثناء توجّه عدد من المحتجين إلى منطقة العدلية للاعتصام، حصل إشكال وتبادل لإطلاق النار في منطقة الطيونة – بدارو، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح»، مشيراً إلى «توقيف 9 أشخاص من الطرفين بينهم سوري».

وأعلن وزير الداخلية بسام مولوي أن «الإشكال بدأ بإطلاق النار من خلال القنص»، ما أسفر عن «إصابات بالرأس»، متحدثاً عن سقوط 6 قتلى.

وفي شوارع مؤدية إلى مستديرة الطيونة، شوهد مسلحون مقنَّعون، من حركة أمل وحزب الله، وقد وضع بعضهم شارات تؤكد انتماءهم الحزبي، يطلقون النيران باتجاه أبنية فيها قناصة، في حين لم يكن الطرف الآخر واضحاً للعيان.

واتهم حزب الله وحركة أمل «مجموعات من حزب القوات اللبنانية»، بـ«الاعتداء المسلح» على مناصريهما.

واستنكر رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، ما حصل في محيط منطقة الطيونة، معتبراً أن «السبب الرئيسي لهذه الأحداث هو السلاح المتفلِّت والمنتشر، الذي يهدِّد المواطنين في كل زمان ومكان».

وبعد اشتباكات استمرت ساعات عدة، عاد الهدوء ليسيطر على المنطقة وسط خشية من تصعيد جديد.

صور أطفال المدارس تهز اللبنانيين

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لأطفال يجلسون أرضاً في إحدى القاعات المدرسية، في حين وجَّه سكان خلال النهار نداءات لإجلائهم عن المنطقة.

وهزَّ المشهد اللبنانيين كونه أعاد إلى الأذهان بالنسبة لكثيرين ذكريات الحرب الأهلية المؤلمة.

بدورهم، وصف أهالٍ في منطقة الشيا المشهد بـ«المرعب الذي ذكّرهم بأيام الحرب»، حيث بدت شوارع المنطقة خالية من المدنيين، ووحدهم المسلحون انتشروا في الأحياء، والكلمة كانت للـ«آر.بي.جي» والـ«كلاشنيكوف».

«التمييز» ترفض تنحية بيطار

رفضت محكمة التمييز الطلب الثاني بتنحية بيطار، على اعتبار أن الأمر ليس من صلاحيتها، ما يعني أن بيطار سيعاود عمله في التحقيق مجدداً، وهو ما يفتح الأمور على مزيد من التصعيد من قبل حزب الله وحركة أمل.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى