كتب فادي مالك الخير لموقع ” قلم سياسي “
المحقق العدلي طارق البيطار مُصِرٌّ على استكمال التحقيق في انفجار مرفأ بيروت …
ليس فقط أهالي الضحايا من يعوّلون على نتائج التحقيق بل يكاد معظم الشعب اللبناني ينتظر تبيان الحقيقة في انفجارٍ أتى على نصف العاصمة بيروت …
ربما تكاد تكون المرة الأولى في تاريخ القضاء اللبناني أن يرى الناس تقدماً أو ربما منحى جدي في مجريات التحقيق في جريمة هزت العالم،
و لعل أبرز ما أعطاه هذه المصداقية أننا رأينا للمرة الأولى قاضياً يستدعي رؤوسا كبيرة للتحقيق من مستوى نواب أو وزراء و هو ما لم نعتد عليه في التاريخ اللبناني الحديث …
من حق القضاء اللبناني بل من واجبه أن يستدعي كل من ثبتت علاقته بالنيترات الموجود في العنبر رقم ١٢ منذ اكثر من سبعة سنوات …
و إذا كان بعض الوزراء و النواب يعتبرون أنفسهم فوق الشبهات ، فبالتلي من سيستدعي المحقق العدلي لهذا الأمر !
ناطور المرفأ أو سائق شاحنة نقل أو عنصر أمني بسيط من رتبة عريف !
بالطبع إن موضوع بهذا الحجم سوف يتطلب وجود جهات و ربما تنظيمات أو حتى دول خلف هذا الفعل …
نعود بالحديث عن خروج الأمين العام لحزب الله في سياق كلمته المتلفزة منذ أيام عندما اتهم المحقق العدلي بتسييس الملف …
حتى الآن لم يثبت للمحقق العدلي أو أقله لم يقم باستدعاء أي أحد على صلة بالحزب المذكور …
إذا ماذا قصد السيد بالتسييس !
اليوم كاد البلد أن ينفجر في حرب استمرت زهاء ٦ ساعات اسفرت عن مقتل ٦ أشخاص و جرح ما يزيد عن ٣٢ …
كاد ذلك أن يتسبب باندلاع حرب أهلية بين معظم طوائف الشعب اللبناني …
فهل يستحق تطيير ملف تفجير المرفأ الإنجرار الى حرب جديدة قد نعلم متى تبدأ و ربما لا نعلم متى أو كيف تنتهي … !
قد تكون المؤسسة العسكرية الضامن الوحيد لأمن البلاد فأبعدوها عن زواريب السياسة و احفظوا حقوقها كي تستمر …
و قد تكون الحكومة الجديدة في موقف لا تحسد عليه هي الأخرى ، ففي جعبتها الكثير من الكوارث التي تنتظر الحل و التي لا ينقصها إيقاذ فتنة نائمة قد تنهي وجودها أو ربما تنهي وجود كل لبنان …
