مقالات

إيران تغري لبنان وأميركا لن تتركه ساحة لطهران

كتبت أنديرا مطر في “القبس”:

رسالة الموفدين الدوليين إلى لبنان تتطابق على تحقيق شرطين لمساعدة هذا البلد الغارق في دوامة الانهيار المالي والاجتماعي: تنفيذ الإصلاحات، والتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

تزامناً، حضر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى بيروت بعنوان سياسي مغلف بوعود اقتصادية: كسر الحصار السياسي بعدما كسرت صهاريج المازوت الإيرانية الحصار الاقتصادي.

من القصر الجمهوري، استهل عبداللهيان لقاءاته، مؤكداً وقوف طهران دائماً إلى جانب لبنان.

رئيس الجمهورية ميشال عون أكد من جهته دعم لبنان للجهود التي تبذلها إيران لتعزيز التقارب مع دول المنطقة، لا سيما مع الدول العربية، منوهاً بالتضامن الذي تبديه مع لبنان في مواجهة أزمته.

وفي لقائه مع رئيس البرلمان نبيه بري، تطرق عبداللهيان إلى الحوار الإيراني – السعودي، معتبراً أن القوى الغربية هي التي تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة.

وكان عبداللهيان، وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب، أكد استعداد بلاده الكامل لإعادة ترميم مرفأ بيروت في حال طلب الجانب اللبناني هذا الأمر، وقال إن «إيران جاهزة لبناء معملين لإنتاج الكهرباء بقوة 1000 ميغاواط، الأول في بيروت، والثاني في الجنوب».

جولة عبداللهيان شملت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي التقى أيضاً منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير الفرنسي بيار دوكان.

وشدد دوكان على ضرورة «الإسراع في إطلاق المفاوضات مع صندوق النقد وضرورة التوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام»، واعداً في حال تم التوصل إلى هذا الاتفاق بسعي فرنسا إلى تنظيم مؤتمر دولي لتقديم مساعدة مباشرة لميزانية الدولة.

مبادرات أميركية

بموازاة الحماسة الإيرانية لمساعدة لبنان، كانت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا تعلن أن «إدارة بلادها لن تترك لبنان ساحة لإيران».

وخلال لقاء مع عدد من الشخصيات المستقلة، نقلت شيا الموقف الأميركي من عدد من الملفات الأساسية. وبحسب أحد المشاركين، أثنت شيا على تشكيل الحكومة التي تضم «شخصيات جيدة»، على حد تعبيرها. وردت على ما يروج لجهة الحصار الأميركي على لبنان، مؤكدة سعي بلادها إلى مساعدة البلد، وخير دليل التغاضي عن عقوبات قيصر على سوريا من أجل مصلحة لبنان، في إشارة إلى ملف استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر الأراضي السورية.

وحاز ملف اعادة اعمار المرفأ حيزا من النقاش، حيث عبرت شيا عن اهتمام الولايات المتحدة بهذا الملف، واعتبرت أن مرفأ بيروت كمعظم مرافئ العالم يمكن ان يدار وفق نظام الـ B.O.T، حيث القطاع الخاص خاضع للرقابة والمحاسبة.

وكانت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) أكدت سعيها إلى زيادة إمدادات توليد الكهرباء على مستوى المجتمع في لبنان، وزيادة الفعالية من حيث التكلفة والملاءمة البيئية والاستدامة وموثوقية إمدادات الطاقة، وتعزيز البيئة المواتية للطاقة المتجددة. وأضافت أنه في 24 سبتمبر، منحت الوكالة عقدا لشركة لتنفيذ النشاط الابتكاري في مجال الطاقة المتجددة وبأسعار معقولة للجميع، وهو مشروع مصمم لتقديم ما يصل إلى 29 مليون دولار من أجل توفير طاقة موثوقة ومستدامة في جميع مناطق لبنان.

جولة عبداللهيان في الميزان التجاري

تبدي ايران حماسة لتقديم مساعدة للبنان في كل المجالات، فهل الحكومة اللبنانية قادرة على تفعيل العلاقات الاقتصادية مع طهران؟ وما مدى الجهوزية الايرانية للمساعدة؟

الكاتب والباحث الاستراتيجي شادي نشابة اعتبر ان ايران تعيش انهيارا اقتصاديا في ظل العقوبات الاميركية، وتبحث عن مخارج للتبادل التجاري، وتسعى للدخول الى السوق اللبناني والاستفادة سياسيا واقتصاديا. ويستعبد نشابة ان يعقد لبنان، في ظل الانهيار المالي والاقتصادي، اتفاقات جانبية مع ايران من دون ضوء اخضر خارجي والا سيكون تحت مروحة العقوبات ويتعرض اكثر لتشدد عربي في تقديم المساعدة.

وذكر نشابة بتصريح الرئيس ميقاتي بعدم زيارته سوريا اذا كانت ستعرض لبنان لعقوبات اقتصادية، فكيف سيوقع اتفاقات مع ايران من دون الاخذ بالاعتبار الجو الدولي والعربي، خصوصا ان الحكومة تستعد للتفاوض مع صندوق النقد الدولي.

وتجدر الاشارة الى ان حجم التبادل التجاري بين لبنان وايران زاد بنسبة %70 في الاشهر الثمانية الأولى من 2021 لمصلحة إيران، ولامس خلال 5 اشهر 20 مليون دولار، 7.5 ملايين دولار منها صادرات لبنانية.

مشروع للنقل جنوبا.. والتدفئة هم آخر

معيشيا، وعلى وقع القفزات المرتفعة للدولار من جديد، وقد تخطى الـ 18 الفا، تتراكم هموم اللبنانيين. والى تأمين الطعام والدواء والاقساط المدرسية سيضاف بعد اسابيع هم المازوت والتدفئة في ظل ارتفاع اسعار المحروقات عالميا ورفع الدعم عنها محليا.

ولان هم النقل وارتفاع أسعار المحروقات بات عبئا يوميا على الموظفين في ظل غياب الحلول الرسمية، اندفعت البلديات والجمعيات في دعم مشاريع للنقل المشترك. وبعد مشروعي المتن جبيل، أعلنت بلدية صيدا إطلاق مشروع «واصل»، الذي «يلحظ تسيير باصات نقل بين صيدا والجوار وبتعرفة مدروسة تراعي الظروف المعيشية الصعبة».

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى