مقالات خاصة

تفتيش حقائب المسافرين لتسهيل تهريب المخدرات

كتبت إيناس بيروتي لموقع “قلم سياسي”

وكأن اللبناني لا يكفيه ما يعاني من أزماتٍ ما بين تأمين الحاجات الأولية من طعامٍ ودواءٍ وطبابةٍ وبنزين ، يأتينا خبر سرقة الأدوية في مطار بيروت من حقائب المسافرين القادمين إلى لبنان دون حسيبٍ أو رقيب ..

الأدوية التي تُفرج ولو بشكل بسيط عن معاناة الشعب اللبناني الذي يتسوّل الدواء من الصيدليات .. فبحُجة  التفتيش “العشوائي” نجدُ مئات الحقائب مبعثرة يميناً و شمالاً على أرض المطار ، وحين يتسلّمها أصحابها يجدون نقصاً فيها بدءاً من الأدوية وصولاً إلى ما تمكنوا من أخذه .

حين وصل الخبر إلى جهاز أمن المطار جاء الرد بأن ” هذه الأخبار تمسّ بسمعة المطار وأمنه بصورة سيئة وغير صحيحة” ، وتم نفي حدوث أي حالة سرقة من داخل الحقائب بل هي عملية إهمال من قِبل المسافرين حيث نسيَ البعض “سهواً” حقائبه وتم الإتصال بهم لإستلامها .

نجد يومياً الكثير من المخالفات الواضحة المتفاوتة ما بين السلاح المتفلت والسرقة والتلاعب العشوائي في السوق السوداء ، ناهيك عن مخالفات الرؤوس الكبيرة في الدولة ما بين نهبٍ للأموال وفسادٍ مستشرٍ ، وسلطةٍ مِنها النائم ومنها يريد وضع يده على كل الملفات ، ومنها المتسلط على السلطة الفارِض سلاحه ، المُهرّب غير الشرعي .

التهريب أصبح من مقومات عيش “البعض” ، وكأن لبنان لديه فائض في القدرة الإستيعابية من المواد الغذائية والأدوية والمحروقات ، ولا ننسى تهريب المخدرات إلى المملكة العربية السعودية الذي يسيء إلى العلاقة بين البلدين تحت تواطؤ بعض أجهزة الدولة .

هل هذا التفتيش الغير ضروري هو للتغطية على تهريب المخدرات وبذلك تضيع البوصلة بين الحقائب المُهرَّب بها و حقائب المسافرين ؟ أم أن التفتيش خرج من يد الجمارك ليصبح بيد كل من يرتدي البزة العسكرية حتى وإن كانت خارج إطار الشرعية ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى