مقالات

الإعدام لكل أناني متسلبط على مستقبلنا ومصيرنا

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:

تختلف الآراء في لبنان بين من يؤيد العودة إلى عقوبة الإعدام وبين من يعارضها، ففعل إنهاء حياة إنسان لارتكابه عملا جرميا لا تحبذه شرعات حقوق الإنسان، وتعتبره عودة إلى منطق ساد طويلا، وهو لم يردع الجريمة في الماضي ولن يفعل في المستقبل.

عقوبة الإعدام كانت سارية لسنوات طويلة في لبنان منذ الاربعينات وحتى العام 2004، وغالبيتها كانت نتيجة جرائم قتل، إلا انه تم تجميدها في ما بعد، ليصبح لبنان من الدول الرائدة حقوقيا، إذ تعتبر هيومن رايتس ووتش أن عقوبة الإعدام فيها من الظلم الكثير حيث أنه قد يشوبها التسعف، وفي بعض الأحيان الأحكام الخاطئة والظالمة.

ومن هذا المنطلق سعى كثر لترسيخ دور لبنان الريادي في الشرق الأوسط في هذا الإطار، من خلال الانتقال إلى إلغاء عقوبة الإعدام بعد تجميدها، لنصبح الدولة الثانية بعد جيبوتي في إلغاء الإعدام.

فالإعدامات في عالمنا العربي كما في العالم، هزت الكثير من العروش ولا تزال، حيث أن عقوبة الإعدام لم تقتصر على المواطنين بل تعدتها إلى الرؤساء والحكام الذين ارتكبوا جرائم تعتبر خيانة عظمى أو إساءة للعهود والشعوب، فانتقل هؤلاء من العروش إلى حبال المشانق ليكونوا درسا لأمثالهم ممن قد يعيثون فسادا أو ظلما.

فحكم الإعدام صدر بحق الرئيس الباكستاني رويز مشرف بتهمة الخيانة العظمى، كما بحق الرئيس المصري محمد مرسي الذي توفي قبل أشهر من استكمال جلسات الحكم.

الرئيس العراقي صدام حسين أيضا إنضم إلى قافلة الرؤساء الذين واجهوا عقوبة الإعدام، وهو حدث إنطبع في ذاكرة العالم العربي، وكان من أشهر محاكمات العصر الحديث.

من أبرز القصص أيضا، الحكم على الرئيس الاثيوبي منجستو هايلا بالإعدام لارتكابه أعمال إبادة بحق شعبه، وإعدام الزعيم الإيطالي بينيتو موسوليني مع زوجته في محطة بنزين في ميلانو، حيث علقت جثثهم أمام الجميع، ونكّل بها.

ما نعيشه في لبنان لا بدّ أنه يفوق ما فعله كثر من هؤلاء بشعوبهم، فالظلم والاستبداد القائم في البلاد لهو أشدّ فتكا مما ارتكبه كثر من هؤلاء قبل إعدامهم… فإذا كان من الممكن إصدار استثناءات لمن تليق بهم أحكام الإعدام، فليكم لكلّ ظالم في لبنان يتفرج على شعبه يموت جوعا ومرضا، ولكلّ ظالم لا يسمح للحق بأن يسلك طريقه، فإذ به سدا منيعا في وجه تحقيق العدالة كما يحصل من خلال تهديد القضاء وتنحيتهم كلما شارفوا على كشف حقيقة تفجير المرفأ في 4 آب… فليكن الإعدام لهؤلاء، ولكلّ فاسد نهب أرضنا وسرق مالنا، لكل أناني متسلبط على مستقبلنا ومصيرنا… فقط لهؤلاء يليق الإعدام، علّهم يكونون عبرة لكلّ مشروع فاسد في لبنان… وما أكثرهم!

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى