مقالات

مسيحيو الشرق ما بين الهجرة والتهجير

كتبت المهندسة وداد مشلوط أوجاك

كان لي لقاء صباحي اليوم مع الجالية العراقية المسيحية وإستمعت لتجاربهم وأخبار حياتهم منذ سنين في تركيا
وكيف يعيشون وكيف أنهم صامدون في الغربة …
الأكثرية يعيشون على أمل وصول الفيزا “المخلصة”
كفيزا ( أميركا ، كندا او أستراليا )

كثير منهم حياتهم غير مضمونة
فلا هم عالمون إن كانوا سيستقرون في تركيا أو اذا تبلغوا الموافقة للهجرة على البلاد الموعودة .
منهم من له اكتر من ١٠ سنين في تركيا ومنهم تزوج و خلف وصار عنده اولاد لكن اكثريتهم كبار بالسن آباء، وأمهات، و جدود وجدات ، علقوا ما بين الأمل التركي أو بلد الوعد .

عند خروجي من اللقاء سألت نفسي هذا السؤال : ما هو الهدف من تفريغ الشرق الاوسط من مسيحييه مِن العراق الى سوريا فلبنان !؟
لماذا يريدون شرقاً اوسطاً بلا المسيحيين ؟ …

وقبل دخولي البيت، مررت عند البقال السوري لإحضار ربطة خبز ، كان الشباب السوريون مجتمعون يشربون القهوة ، وفيروزيات عالصبح
وما ان رأوني وقفوا إحتراماً والقوا التحايا .
كانت حِصة الخبز اليومي لم تسلم بعد ، قال لي صاحب البقالة لا تهتمي بمجرد وصول الخبز أرسل لك طلبك الربطة الى مدخل المنزل .

انا عن نفسي لم أحس ولا لمرة اجنبية في تركيا لان ظروفي مختلفة عن تلك الجاليات الموجودة.
اذ اني وصلتُ عروساً في العام 2007 ، أي أني لم اُهاجر لبنان ولم يكن عندي نيّة التغرّب اتيت الى تركيا العروس لمواطن تركي
ومنذ اليوم الاول عومِلتُ كإبنة البلد ومواطنة من الشعب .

لكن السنوات الست الأخيرة وعندما بدأت أتعاطى الشأن العام بعموم الجاليات العربية وخاصةً اللبنانية ،عشت أوجاعهم ومخاوفهم ويأسهم وحزنهم…

لذا أقول لأي شخص يريد ترك لبنان ويسافر ويتغرب
إن لم تكن مضطراً وقد ضاقت فيك الدنيا لا تعرض نفسك لتجربة كهذه .
لكن ان كنت مرتاحاً مادياً وقادراً لفتح مشروع بالغربة! قم بهذه الخطوة .
اتت لك فرصة عمل بشهادتك ومضمونة ، إلتقطها
حابب تشتري عقار وتعيش بأمان ! بادر بالإستثمار

أما أن ترمي نفسك في تركيا دون مشروع إياك فالتجربه !

بالنهاية انت كأي لبناني
لا حق للجوء لك ولا الأمم المتحدة متبنية لك لتعطيك راتب شهري، وتأمن لك بيت وبطاقة معيشة ومدارس خاصة وسفارات لدرس ملفك …

اللبناني في تركيا ليس له التسهيلات والحقوق والضمانات والمساعدات كالمواطن الليبي والعراقي والسوري لأسباب سياسية وأمنية في بلادهم ليست موجودة في بلدك .

لذلك ليس لك غير الله ومشروعك أو شهادتك أو مالك لتبقى موَقِراً لنفسك .
لذا انتبه.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى