سياسة

وقاحة طهران تحرج ميقاتي: لبنان لنا ونصرالله مرشده

بين فكيّ كماشة “وقاحة” طهران وعقوبات واشنطن تقبع حكومة “معاً للانقاذ” لتواجه اصعب تحد وهي لم تحظ بعد بالبركة النيابية، ولو انها مضمونة في جلسة اليوم. ولم ينفع الصمت الرسمي الذي اعتمد سياسة النعامة في تمرير قطوع مازوت ايران المنتهك للسيادة في ابشع وجه بل ترك ندوبا عميقة في جسد الشرعية اللبنانية وما تبقى من هيبة الدولة. حتى صباح امس بقي تفوّق الدويلة على الدولة مجرد مواقف سياسية منتقدة وحملات شعبية لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي ازاء السلطة المتعامية عن انتهاك حزب الله سيادة لبنان علناً، من دون اي اعتبار لا للدولة ولا لقوانينها ولا لأكثر من نصف شعبها الرافض ممارسات الحزب بكل اشكالها. بيد ان الجمهورية الاسلامية أبَت الا ان تغرز سكينها في الجرح وتحرج الحكومة الميقاتية قبل نيلها الثفة البرلمانية وقبيل وصول شحنة وقود ايرانية ثالثة الى موانئ سوريا لنقل حمولتها الى لبنان وعشية استعدادالرئيس نجيب ميقاتي لجولة اوروبية وعربية يسعى من خلالها لتحصيل بعض المساعدات وفك أسر قروض موعودة تمكّنه من الاقلاع بالسفينة الغارقة نحو سطح المياه ولو ببطء.

مساء الجمعة الماضي وفي حديث لمحطة CNN الاميركية قال الرئيس ميقاتي في معرض رده على سؤال عن المازوت الايراني “أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان لكن لا خوف من عقوبات علينا، لان العملية تمت في معزل عن الحكومة اللبنانية”. لم تستسغ طهران الموقف ولا قدّرت لرئيس الحكومة تجنّبه اتهامها مباشرة بخرق السيادة وانتقاء عباراته بحنكة تجنبا لفتح جبهة مع حزب الله شريكه في الحكومة، فقررت الردّ وأعلنت عبر خارجيتها “ان شحنة الوقود كانت بطلب من السلطات اللبنانية”،و اعتبر المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زادة أنّ ارسال الوقود الايراني الى لبنان جاء وفق عملية شراء عادية وطبيعية تماما من قبل التجار اللبنانيين، مؤكدا انه لو ارادت الحكومة اللبنانية ایضا شراء الوقود من ايران فانها ستضعه تحت تصرفها على الفور.

الاستفزاز الايراني اضطر ميقاتي للمسارعة الى التأكيد على لسان مصادره أن “الحكومة اللبنانية لم تطلب أية شحنة وقود من ايران”، والخارجية الاميركية التي “طنّشت” قبل ذلك على الحدث وتغاضت عن عقوبات ماغنتسكي لتمرير الغاز المصري والفيول العراقي الى لبنان عبر سوريا، الى اصدار موقف نبهت فيه من ان استيراد النفط من ايران والنشاطات المشابهة تعرض لبنان للخطر. وذكرت المتحدثة الاقليمية باسم الخارجية جيرالدين غريفيث بأن الادارة الاميركية فرضت عقوبات جديدة على حزب الله لمنعه من استغلال الموارد اللبنانية وتأمين تمويله وهي ملتزمة بتضييق الخناق على الحزب، تاركة للشعب اللبناني ان يحكم على حكومته. فلماذا فتحت الجمهورية الاسلامية النار على الحكومة الميقاتية باكرا وهل بدأت تتلمس خروجا عن “أمر الطاعة”؟

تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” ان طهران المتمادية في التوغل في لبنان عبر ذراعها حزب الله وقد كرّست وطن الارز في خدمة مصالحها في المنطقة ارادت سريعا “تأديب” الحكومة الجديدة برسالة مفادها ان اللعب معنا ممنوع وان سياسات وبيانات رؤساء الحكومة قبل التشكيل لا يمكن ان تسري بعده. فكانت ان بدأت مسار حشر الرئيس الجديد مع واشنطن بما يعني ذلك على مستوى الاحجام عن مده بالمساعدات، خشبة الخلاص الوحيدة في ظل الظروف الراهنة، وقد ازعجها على الارجح عدم توجيهه الشكر اليها على وقودها، لا سيما انه شكر العراق على دعم لبنان بالمشتقات النفطية التي تزامن وصول الدفعة الاولى منها مع دخول النفط الايراني الى الاراضي اللبنانية.

وتوضح المصادر ان ايران تعتبر  ان طلب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله محروقات ايرانية للبنان هو طلب رسمي لانها ترى فيه مرشدا للجمهورية. وتؤكد ان خطيب زاده “كذّب” في توضيحه بيان الخارجية، بقوله ردا على ميقاتي باعتبار دخول النفط الايراني انتهاكا للسيادة “ان ايران ملتزمة دوما بدعم اصدقائها والحكومات الصديقة”.فهل يتم ذلك بانتهاك السيادة تسأل الاوساط المعارضة؟ واذا كانت دعما ايرانيا لماذا لم تدخل الى لبنان رسميا وعبر المعابر الشرعية وبحماية الدولة وليس مقاتلي حزب الله؟ وتختم: ليس العتب على ايران ولا على حزبها بل على سلطة ارتضت الخنوع والذل باستباحة سيادتها، وعدم اصدار بيان عن خارجيتها ردا على البيان الايراني.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى