كتب فادي مالك الخير في موقع “قلم سياسي”
أخيراً ، بعد سنة و نيّف تشكلت الحكومة في لبنان …
بعد مشوار طويلٍ من التعطيل و العرقلة ، رافقها الكثير من الآلام و الكوارث على صعيد حياة المواطنين الاجتماعية من انهيار للعملة إلى شُحٍ في الموارد النفطية و ليس انتهاء بالأزمات الصحية و الغذائية ، وُلِدت هذه الحكومة الجديدة ، ذلك بغض النظر عن الظروف الدولية و المحلية التي ساهمت باستيلادها ، إلا أن البلد بات أمام مرحلة جديدة يكتنفها الكثير من الحذر و الدقة في العمل كما و تنتظرها ملفاتٌ كبيرة أقلها وضع حد لمرحلة الانهيار الحاصلة في لبنان …
تتسلم الحكومة الجديدة مهامها اليوم ، في جو أقل ما يُقال فيه أنه على ضفاف جهنم إن لم يكن في الجحيم أصلاً ، و على طاولتها كرةٌ ملتهبة يحتاج إطفاؤها إلى تضافر الجهود و العمل السريع للخروج من الأزمة المستعصية من دون العودة إلى سياسة الكيدية و الإنتقام المنظّم …
أمام هذه الحكومة ثلاثة نقاط أساسية إن لم نقل مصيرية ، إذا نجحت في إدارتها ربما تكون بذلك قد وضعت البلاد على سكة الإصلاح الحقيقية و الخلاص المأمول …
١ – الذهاب فورا إلى حلولٍ عملانية عبر تبني مشروع واضح المعالم مهمته الشروع في تطبيق الإصلاحات الضرورية للتوجه بعدها لمفاوضات جدية مع صندوق النقد الدولي من أجل وضع حد للإنهيار القائم و لجم الإنفلات المتتقل بين المناطق عبر مساحة الوطن …
٢ – العمل على عودة لبنان إلى حضنه العربي و كسب ثقة الدول العربية كافة و على رأسها المملكة العربية السعودية و ذلك عبر وقف لغة التحدي و انتهاج السياسة الغوغائية التي وضعت لبنان دولة و شعبا في مواجهة مع إخوانه العرب …
٣ – العمل السريع على تعديل القانون الانتخابي بما يتناسب و مطالب الناس التي خرجت منذ ١٧ تشرين و عبّرَت عن رفضها للطبقة السياسية الحاكمة ، و الإشراف على إجراء انتخابات نيابية نزيهة يختار فيها الشعب ممثليه في البرلمان من أجل المضي قُدُماً ببرنامج الإصلاح و المحاسبة و العمل على عودة المال المنهوب من جيوب المواطنين إلى خزينة الدولة المتهالكة …
و تبقى العبرة في التنفيذ و النجاح مرهون بحسن الأداء مع مراعاة مسألة الوقت الذي لم يعد يتّسع لمزيد من المناكفات …
