مقالات خاصة

صابونجي لميقاتي : إعتذِر قبل أن تتحمل فشل حكومة لا سلطة لك عليها وفيها

وجّه محمد طه صابونجي رئيس تحرير موقع قلم سياسي رسالة إلى ميقاتي يدعوه فيها لإسقاط شرعية هذا العهد تضمنت :

الكل يعلم أن الحرب الفعلية اليوم هي حرب إقتصادية  ونفوذ ما بين إيران وأميركا وروسيا على الأراضي اللبنانية
فما دور الحكومة التي ستتشكل إن تشكلت؟
يُخطئ مَن يعتقد أن هناك أدنى أهمية لأي حكومة لا تحمِل قرار إيقاف التمدد العسكري لحزب الله على الأقل إن لم يكن إستئصاله لأنها لن تستطيع إخراج البلد من النفق المظلم ما لم تحصل على ثقة دولية وإقليمية وهذا شرط الدول المانحة الأول .

لذلك فوجود حكومة دون مقومات ثلاث أساسية كعدمه 

أولاً : بيان الحكومة الوزاري :

أ/ هل ستطالب هذه الحكومة بتطبيق القرارين ١٥٥٩ و ١٧٠١ كدلالة لعدم تبعية قرارها لحزب الله ضمنياً أم ستتغاضى عن المطالبة بحُجة الإصلاح الإقتصادي أولاً والذي لن يتم دون الهبات والمساعدات والإيداعات العربية والأجنبية
ثم إجراء الإنتخابات النيابية ؟

ب/ هل ستُبقي الحكومة على شعار ( شعب ، جيش ، مقاومة ) وتتحمل ما ذُكِر في البند الاول فقرة (أ) ؟

ثانياً : مَن يحدد وكيف ستكون السياسة الخارجية للحكومة ؟
أ/ إيرانية الهوى معادية للأمريكيين والعرب وبذلك تكون رأس الحربة لحربهم والنتائج هنا معروفة ؟
ب/ أميركية عربية الهوى وتكون أيضاً هنا رأس الحربة لحربهم مع إيران ؟
خاصة أن السياسة الخارجية هي التي تُظهِر وترسم إستراتيجية الوطن بكامله مع الخارج .

ثالثاً : محور الحكومة
هل ستكون هذه الحكومة بعيدة عن محور طهران وبذلك بعيدة عن العقوبات التي لا يحتاج لبنان مزيداً منها خاصة أن المعادلة الأميركية معروفة وواضحة وهي أن كل بلدٍ تابعٍ لإيران سيكون ضمن حصارٍ إقتصادي من العراق إلى سوريا إلى اليمن فلبنان .
والأهم من ذلك ، كيف ستتعامل الحكومة ورئيسها مع وديعة إيران في لبنان ( حزب الله ) ؟
فهل ستطرحُ عليه الجلوس على طاولة التفاهم والتفاوض لتسيلم سلاحه بناء للقرارات الدولية أم أنها سترضخ لرفضه ذلك حتماً بحجة المقاومة وحجج أُخرى واهية وبذلك تكون مُساهمة في إيصال لبنان إلى الإفلاس الكامل والشامل  .
وهل سيستطيع ميقاتي فرض هذا الشرط أو بالأحرى إيجاد حلٍّ لهذه المعضلة ؟

اليوم ميشال عون ، حسن نصرالله ، نجيب ميقاتي ، كما حاكم مصرف لبنان ونبيه بري وسعد الحريري يعلمون أن لا مساعدات ولا هبات ولا ثقة بأي حكومة لبنانية ما دام حزب الله موجودٌ بسلاحه ويتحكم بالدولة بغطاء ماروني مُغتَصَب لم يعد يمثل الشريحة الأكبر من المسيحيين .

فهل سيتنازل الحزب عن ولائه لولاية الفقيه وعن مشروعه التوسعي لأجل لبنان الذي يتخِذُ مِن أراضيه مِنصة لحرب إيران في المنطقة والطريق الطويل بإسم تحرير القدس التي لا تبعد أمتار عن مراكز سُلطته؟

الواضح الجلي المؤكد أن فريق ٨ آذار قد تعلّم من تجربة الحكومة من اللون الواحد والتي أثبتت فشلها وجلبت الدمار إلى لبنان بحِكمة ساكن بعبدا الرئيس الظِل الصوري وإيعاز وتعليمات ساكن الضاحية ( كما يُفترض ) الرئيس الفعلي وممثل ولاية الفقيه .
والمؤكد أيضاً أن حزب الله وأمل ما زالا يريدان سعد الحريري ويفضلانه على نجيب ميقاتي ، ولكن في ظل رفض الحريري المؤكد بُعيد إعتذاره لإعتباراتٍ كثيرةٍ مِنها ما ذُكِر ولعدم وجود إسم وازِنٍ سياسياً وشعبياً بعد الحريري لترؤس حكومة أمام ميقاتي اليوم تحدٍ كبيرٍ داخلي وخارجي ، وهو العالِم بأن حكومته ستكون شكلية فقط ، فإما حكومة مواجهة إيرانية خاسرة أو حكومة مواجهة أميركية .

هنا القرار الصعب الذي يعلمه ميقاتي ويحاول الهروب منه بشتى الوسائل ولا منفذ للهروب منه سوى بالإعتذار كي لا يكون دمية بيد العهد والمُخرِج الوحيد له مِن أزمته وكي لا يتحمل تبعات حكومة يترأسها ولا سُلطة له فيها وعليها ولكنه يتحمل كامل المسؤولية عن فشلها .

لذلك وبناءً على ما تقدم فالحل هو إعتذار ميقاتي وسحب شرعية هذا العهد الأسود خارجياً وداخلياً ، ولتُفَعَّل حكومة حسان دياب لتكون راعية لإنتخاباتٍ نيابيةٍ بإشرافٍ دولي تُظهر إرادة الشعب اللبناني وإظهار الزعامات الوطنية الحقيقة التمثيل للمواطن لا عليه بشكلٍ واضح وجليّ

محمد طه صابونجي

مؤسس قناة شركة (SPI) للإنتاج الإعلامي ناشر ورئيس تحرير موقع (قلم سياسي)و(مجلة العناوين) مقدم ومُعِد برنامج شطرنج آرائي تعنيني ولا تُلزِمك فإما أن تقرأ وتناقش مع مراعاة أدب النقاش البناء أو لا تعلق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى