مقالات خاصة

تربية المجذوب الفاشلة

كتبت إيناس بيروتي لموقع “قلم سياسي”

في ظل الأزمة الإقتصادية التي يمر بها لبنان من تدهور لليرة وفقدان مادة البنزين وانقطاع الكهرباء ، وعجز اللبناني عن تأمين أدنى متطلبات الحياة ، ناهيك عن الأزمة الصحية ، جهّز وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب خطة العودة إلى المدارس للعام الدراسي المقبل قضى فيها على الأساتذة والأهل. فهل يدرك الوزير مدى خطورة الأزمة أم أنه يعيش في la la land ؟

‏بدايةً ، عملية تلقيح التلامذة لم تنتهِ بعد ، وعدد الإصابات بفيروس كورونا في ازدياد يوميّ ، فكيف سيتجنب لبنان الدخول في أزمة صحية جديدة ؟
أما عن عودة الأساتذة إلى المدارس والمعاهد فهي مشروطة بتحسين الرواتب التي لم تكن تكفي في “أيام العز” ، والآن لا تكفي لتأمين مادة البنزين ( إن وُجد ) ، وبالتالي صعوبة في الوصول إلى المدارس .

ليس من الخطأ أن تقوم المدارس الخاصة بالتسويق لنفسها ولكن ضمن المعقول و تحت رقابة وزارة التربية التي تغيب – كما باقي الوزارات – عن تأدية واجبها ، فالزيادة الهائلة في أقساط المدارس الخاصة منعت قسماً من الأهالي عن تسديدها ورفضهم لها ، وتوجه عدد كبير من الأهالي إلى نقل أولادهم إلى المدارس الرسمية ، ليَجد التلميذ نفسه ضائعاً بين منهجٍ جديدٍ ومستوى تعليمٍ متدنٍ .

لا كهرباء في المدارس ، لا بنزين للوصول ، ولا مصروف يومي للتلميذ ..
لسنا ضد العودة الحضورية إلى المدارس لأن الطلاب بأمسِّ الحاجة إليها خصوصاً بعد فشل التعليم عن بُعد ، ولكن أيها الوزير : هل تعلم أن الشح ليس بالبنزين فقط بل بالأوراق والحبر التي هي من أولويات العودة إلى المدارس ؟
ألم تتمكن أيها الوزير من إيجاد حلولٍ أفضل من فرضك تاريخاً للعودة العشوائية دون التفكير بالمساوىء ؟
من هنا يمكننا القول بأن العام الدراسي في لبنان انتهى قبل أن يبدأ، وبأن خطة الوزير فشلت في الإمتحان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى